« تو فى فى هذه السنة من الاعيان: رملة بنت أبى سفيان بن حرب، وهى أم حبيبة زوج لنبى.
~~لم دخلت سنة خمس واربعين وفيها ولى معاوية الحارث بن عبد الله الأزدى البصرة، فأقام بالبصرة أربعة أشهر وعزله، وولى زيادا، فقدم زياد إلى الكوفة ينتظر إلى أمر معاوية، فظن المغيرة أنه قدم واليا عليها؛ فقال لوائل بن حجر الحضرمى : اعلم لى علمه، فأتاه فلم يقدر منه على شىء وقدم رسول معاوية إلى زياد ان سر إلى البصرة؛ فقدمها فى آخر شهر ربيع الآخر أو غرة جمادى الأولى من هذه الستة، واستعمله على خراسان وسجستان، ثم جمع له الهند والبحرين وعمان .
~~فلما قدم البصرة وجد الفسق فيها ظاهرا؛ فخطب، فقال فى خطبته : كأنكم لم تسمعوا ما أعد الله من الثواب لاهل طاعته، والعذاب لأهل معصيته ، أيكونون كمن طرفت عنه الدنيا وسدت مسامعه الشهوات، واختار الفانية على الباقية؟! قال الشعبى: ما سمعت متكلما قط تكلم فأحسن إلا أحببت أن يسكت؛ خوفا أن يسيء ، إلا زيادا؛ فإنه كان كلما اكثر كان أجود كلاما. وما زال زياد يشدد أمر السلطان ويجرد السيف، فخاقه الناس خوفا شديدا، حتى إن الشىء كان يوجد فلا يتجاسر أحد أن يرفعه حتى يأتيه صاحبه ، واستعان زياد بعدة من أصحاب رسول الله منهم : عمران بن حصين ولاه قضاء البصرة، والحكم بن عمرو الغفارى ولاه خراسان، وسمرة بن جندب، وعبد الرحمن بن سمرة، وأنس بن مالك(12.
~~وحج بالناس فى هذه السنة مروان بن الحكم، وكان واليا على المدينة .
~~وتوفى فى هذه السنة من الأعيان : حفصة بنت عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت بن زيد ابن لوذان أبو سعيد ، وسلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة أبو عوف، وعاصم بن عدى بو عمرو لم دخلت سنة ست وأربعين وفيها كان مشتى مالك بن عبد الله بأرض الروم، وقيل : بل كان عبد الرحمن بن خالد ابن الوليد، وقيل : بل كان مالك بن هبيرة السكونى.
----
Halaman 83