Tarikh Mawsil

وأنبأنى محمد بن أبى سعيد عن هشام عن أبى مخنف قال : حدثنى معاذ بن سعيد أن يزيد اجتمع له أهل البصرة فقام فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أخبرهم أنه ايدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه ويحث على الجهاد ، ويذكر أن جهاد أهل الشام اعظم ثوابا من جهاد الترك والديلم، واستخلف على البصرة مروان بن المهلب ، وخرج عنها يريد واسطا، وقدم بين يديه عبد الملك بن المهلب ، وخرج معه بالسلاح وبيت المال، وخرج حتى نزل واسطا فقال : ها تم الرأى فإن أهل الشام قد نهضوا إليكم، فقال له حبيب بن المهلب - وقد أشار عليه بذلك غير حبيب . : نرى أن نخرج حتى ننزل فارس، فتأخذ بالشعاب والقفار وندنو من خراسان ونطاول القوم فإن أهل الجبال ينهضون إليك وفى يدك القلاع والحصون، فقال : ليس هذا برأى يوافقنى، إنما تريدون أن تجعلونى طائرا على رأس جبل، فقال له حبيب: فإن الرأى الذى كان ينبغى أن يكون فى أول الأمر قد فات، وقد أمرتك حين ظهرت على البصرة أن توجه خيلا عليها بعض أهل بيتك حتى ترد الكوفة فإنما هو عبد الحميد بن عبد الرحمن مررت به فى تسعين رجلا فعجز عنك، وهر عن خيلك اعجز ، واستوى لها أهل الشام ، وعظماء أهلها (تنضم إليك) إذا رأتك، وتحب أن تلى عليهم، فلم تطعنى، وأنا الآن أشير عليك برأى : سرح مع بعض أهل بيتك خيلا عظيمة لتأتى الجزيرة وتبادر إليها حتى تنزل حصنا من حصونها وتسير في إثرهم ، فإذا أقبل أهل الشام يريدونك لم يدعوا جندا من جنودك بالجزيرة فيقبلون إليك فيقيمون عليهم، فكانوا حابسيهم عليك حتى تأتيهم، فيأتيك من بالمرصل من قومك، وتبذل الأموال فيأتيك أهل الجزيرة، وينقض إليك أهل العراق وأهل الثغور ، وتقاتلهم فى ارض رفيعة السعر، وقد جعلت العراق كلها وراء ظهرك، فقال : «إنى أكره أن أقطع جندي»، ونزل واسطا فأقام بها أياما يسيرة.

~~والوالى على الموصل يحيى بن يحبى الغسانى. وحج بالناس فيها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهرى والى المدينة؛ حدثنا بذلك ابن غنام النخعى قال: حدثنا ابن نمير ----

Halaman 170