ذكر وزرائه
ولي السلطنة وزين الدين يعقوب بن عبد الرفيع بن الزبير وزيرا للمك المظفر ا قطز ، فاستمر به إلى أن وطئ أخمص سعادته قمة السماك الرامح ، وترقت إلى رتبة لا يرقى إليها طرف أمل طامح ، فصرفه وأمره أن يلزم كسر المنزل ، وأن يكون عن الناس بمعزل ، واختار لوزارته من وقع عليه عين اختياره ، وصدق فيه توسم اختياره الصاحب الوزير بهاء الدين أبا الحسن علي بن (القاضي سديد الدين) محمد بن سليم ، فساس الأمور ، وكفل الجمهور ، ودرت ببركته الأرزاق ، وعمرت بيمن قيبته الآفاق ، وشيدت بتدبيره أركان المملكة ، وتضاعفت بحسن رأيه الخيرات فلاتحصى بالفذلكة ، ورتب في وزارة الصحبة ولده الصاحب الوزير فخر الدين أبا عبد لله محمد ، فساس بصايب رأيه الخاص والعام ، وكاد الأعداء فخنست أنوفهم بالأرغاملولصقت خدودهم ذلة بالرغام، ولم يزل وزير صحبته إلى أن توفي في شعبان سنة ثمان وستين وستماية ، فرتب مكانه [ ولده] الصاحب الوزير تاج الدين محمد ، فبر بالرعية وعمهم بالرافة والعطية ، وضاهى صوب نواله شؤبوب الحيا السكوب ، وورث السؤدد كابرا عن كابر ونشأ كالرمح أنبوبا على أنبوب ، ووزر له أيضا في الصحبة أخوه الصاحب الوزير زين الدين أحمد ، فأقر بحسن تدبيره العيون ، وحقق فيما ف وض إليه الظنون ، وجعل العلم علما يهتدي به في حل مشكلات الأمور ، والميل إلى العباد والزهاد جنة تقيه المحذور ، ووزر له الصاحب عز الدين محمد بن الصاحب محيي الدين أحمد بن المولى الصاحب الوزير بهاء الدين نيابة عن جده ، فسلك في ا تدبير الرعية الرأي الأحزم ، وأرى الشنشنة التي حكمت التجربة أنها من أخزم .
Halaman 234