ذكر وفود شكتاي وأخيه جاورجي على أبواب مولانا السلطان
كان مولانا السلطان لما حل بدمشق ، وافق يوم دخوله إليها أن وفد عليه من أعيان االمغل شكتاي وأخوه جاورجي ، وأخبراه أن الأمير حسام الدين بيجار البابيري مقطع خرتبرت وولده الأمير بهادر عازمون على قصد أبواب مولانا السلطان . وكان السبب في وصول شكتاي وأخيه أن بهادر كان متزوجأ بأختهما ، وكان لهما أخ كافر ، فوصل إليهما ومعه جماعة من أقاربهم وغيرهم ، وطلبوا منهما مالأ وقالوا لهما : " أنتما في الراحة بسكنى المدن ، ونحن في التعب بملازمة البيكار ، فأعطونا مالأ نستعين به ، وإلا أحضروا معنا إلى الأردو بين يدي أبغا ليفصل بيننا وبينكم" . فشاوروا معين الدين سليمان البرواناة في ذلك فأشار عليهم فدفعوا لهم ما التمسوه وتوجهوا . فلما توجهوا ، قال البرواناة لبهادر : "هؤلاء قد توجهوا إلى أبغا ، وما نأمن أن يدعوا علينا أننا باغية فلا نأمن من غايلته" . فاتبعهم هادر وصهراه حتى لحقوا بهم فقتلوهم ، واخذوا ما معهم . وكانت رسل ابغا تردعلى البرواناة تحثه على المسير إليه ، وهو يسوفهم ويمنيهم كل ذلك منتظر لعسكر السلطان الملك الظاهر ، فلما يئس منه توجه إلى أبغا حادي عشر ذي الحجة من السة الخالية ، وصحبته أخت السلطان غياث الدين ، ليدخل بها [ إلى ] أبغا ، وصحب معه من الأموال والتحف ما لا يوصف كثرة ، وتوجه معه خواجا علي الوزير . ولما عزمعلى التوجه حض الأمير بهادر على التوجه إلى مولانا السلطان مع أبيه ، لأنه إن أقام بالبلاد نقم عليه أبغا قتل من قتله من التتر ، فتكون سببا في هلاكه . فتقدم بهادر ل شكتاي وأخيه بالمسير بين يديه إلى السلطان ، ليعرفاه بعزمه وعزم أبيه على التوجه ، ويذكراه بما تقدم للأمير حسام الدين من اليمين . ولما وصلا إليه أكرمهما وأحسن اليهما ، وبعث بهما إلى القاهرة ليجتمعا بالسلطان الملك السعيد ، ويفوزا بتقبيل الأرض بين يديه ، فوصلاها يوم الجمعة ثاني عشر المحرم ، فأقبل عليهما السلطان الملك السعيد ، وأحسن إليهما ثم ردهما إلى أبيه بعد أن أقاما عنده ثلاثة أيام .
Halaman 153