آلَاف وَثَمَانمِائَة وَثَمَانِية وَسِتُّونَ سنة. وَقَالَ آخَرُونَ من بني إِسْرَائِيل المقيمين على العبرانية الَّتِي يتداولها جُمْهُور الْيَهُود فِي وقتنا: إِن من هبوط آدم إِلَى مَجِيء الطوفان ألف وسِتمِائَة وست وَخَمْسُونَ سنة، وَمن انْقِضَاء الطوفان إِلَى تبلبل الألسن مائَة وَإِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة، وَمن التبلبل إِلَى مولد الْخَلِيل مائَة وَإِحْدَى وَسِتُّونَ سنة، وَمن مولده ﵇ إِلَى وَفَاة مُوسَى خَمْسمِائَة وَخمْس وَأَرْبَعُونَ سنة، وَمن وَفَاته ﵇ إِلَى ابْتِدَاء ملك بخْتنصر تِسْعمائَة وثمان وَسَبْعُونَ سنة، وَإِلَى ملك الْإِسْكَنْدَر ألف وَأَرْبَعمِائَة وَثَلَاث عشرَة سنة، وَولد عِيسَى لسبع مائَة وتسع وَثَلَاثِينَ سنة من ملك بخْتنصر ولثلاثمائة وَأَرْبع وَسِتِّينَ سنة من ملك الْإِسْكَنْدَر، وَمن ملك بخْتنصر إِلَى ابْتِدَاء الْهِجْرَة ألف وثلاثمائة وتسع وَسِتُّونَ سنة، وَمن ملك بختنصّر إِلَى ابْتِدَاء الْهِجْرَة تِسْعمائَة وَخمْس وَسِتُّونَ سنة، فَكَانَ بَين مُوسَى وَابْتِدَاء الْهِجْرَة أَلفَانِ وثلاثمائة وَسبع وَأَرْبَعُونَ سنة، ومولد عِيسَى بعد ألف وَسَبْعمائة وَسبع عشرَة سنة من موت مُوسَى، وَقيل: سِتّمائَة وَثَلَاثِينَ سنة من ابْتِدَاء الْهِجْرَة. ويروي الْكَلْبِيّ عَن ابْن عَبَّاس: إِن النَّاس خَرجُوا من السَّفِينَة بِبَابِل، ثمَّ ضَاقَتْ بهم حَتَّى نزلُوا مَوضِع بابل اثْنَا عشر فرسخًا فِي مثلهَا، وَكَانَ سورها عِنْد النّيل وبابها يَوْمئِذٍ عِنْد بَاب وردان، فملكهم يَوْمئِذٍ نمْرُود بن كنعان بن حام، فَلَمَّا كفرُوا بلبل الله ألسنتهم على اثْنَيْنِ وَسبعين لِسَانا، وَفهم الله الْعَرَبيَّة عمليق وَغَيرهم من بني سَام، فَنزلت العماليق صنعاء ثمَّ تحولت فَنزلت بِمَكَّة، وَقيل: لما تبلبلت الألسن سلبوا اللِّسَان السرياني إِلَّا أهل الجودي، وأجرى جِبْرِيل على لِسَان كل أمة لُغَة، وأفصح عَابِر بِالْعَرَبِيَّةِ وَتكلم مَعَ عَابِر جَمِيع إخْوَته وَبَنُو عَمه مَا خلا الْفرس فَإِنَّهَا تَكَلَّمت بالعجمي، وَأول من تكلم بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ عزقيل بن ساروم بن خاموز بن قنالخ بن أرفخشذ، وَأول من جرت الفارسية على لِسَانه شاهور بن خاموز بن باقر بن سَام، وَأول من جرت الحبشية على لِسَانه سلحب بن باداد بن زباهاش بن شوعان بن كوش بن حام بن نوح، فَهَذِهِ أصُول الألسن. وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: وَأول من تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ إِسْمَاعِيل ﵇، وَأول من كتب بِالْعَرَبِيَّةِ مرامر بن مروة من أهل الأنبار. وَقَالَ السُّهيْلي: وَعنهُ ﷺ أَنه قَالَ: " أول من كتب بِالْعَرَبِيَّةِ إِسْمَاعِيل ". قَالَ أَبُو عَمْرو: وَهَذِه الرِّوَايَة أصح من رِوَايَة من روى:
1 / 43