172

Sejarah Makkah, Masjidil Haram, Madinah Al-Munawwarah, dan Makam Mulia

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Penyiasat

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Lokasi Penerbit

بيروت / لبنان

وَالله أعلم. وَعَن مُجَاهِد قَالَ: أول جبل وَضعه الله على الأَرْض حِين مادت أَبُو قبيس ثمَّ حدثت مِنْهُ الْجبَال ذكره الْأَزْرَقِيّ والواحدي، وقبر آدم فِيهِ على مَا قَالَ وهب بن مُنَبّه فِي غَار يُقَال لَهُ: غَار الْكَنْز وَهُوَ غير مَعْرُوف الْآن. وَقيل: إِن قَبره بِمَسْجِد الْخيف بعد أَن صلى عَلَيْهِ جِبْرِيل عِنْد بَاب الْكَعْبَة حَكَاهُ الفاكهي عَن عُرْوَة بن الزبير، وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي " درياق الْقُلُوب " وَقَالَ " دَفَنته الْمَلَائِكَة بِهِ. وَقيل: عِنْد مَسْجِد الْخيف ذكره الذَّهَبِيّ، وَفِي منسك الْفَارِسِي. وَقيل: عِنْد مَنَارَة مَسْجده، وَقيل: قَبره فِي الْهِنْد فِي الْموضع الَّذِي أهبط إِلَيْهِ من الْجنَّة وَصَححهُ الْحَافِظ ابْن كثير. وَقَالَ الْأَزْرَقِيّ: إِن قبر آدم وَإِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب ويوسف فِي بَيت الْمُقَدّس. وَقد تقدّمت هَذِه الْأَقْوَال مَعَ زِيَادَة فَوَائِد فِي أَوَائِل هَذَا الْبَاب. وَفِي أبي قبيس على مَا قيل: قبر شِيث بن آدم وَأمه حَوَّاء كَذَا ذكر الذَّهَبِيّ فِي جُزْء أَلفه فِي تَارِيخ مُدَّة آدم وبنيه؛ لِأَنَّهُ قَالَ: وَدفن شِيث مَعَ أَبَوَيْهِ فِي غَار أبي قبيس. وَتقدم فِي بَاب الْفَضَائِل وَغَيره حَدِيث الْكتاب الْمَوْجُود فِي الرُّكْن وَفِيه: أَن مَكَّة لَا تَزُول حَتَّى يَزُول أخشباها. وَتقدم فِي أول الْبَاب أَن إِبْرَاهِيم ﵇ أذّن فِي النَّاس بِالْحَجِّ على أبي قبيس على أحد الْأَقْوَال. وَقَالَ ابْن النقاش فِي: فهم الْمَنَاسِك ": من صعد فِي كل جُمُعَة إِلَى أبي قبيس رأى الْحرم مثل الطير يزهر، وَإِن صعد إِلَى ثَوْر أَو حراء أَو ثبير كَانَ أثبت لنظره ومشاهدته، وخصوصًا ليَالِي رَجَب وَشَعْبَان ورمضان وليالي الأعياد. وجبال مَكَّة تسمى جبال فاران كَذَا وجد فِي الْفَصْل الْعشْرين من السّفر الْخَامِس عَن مُوسَى ﵇ أَن الرب جَاءَ من طور سيناء وأشرق من ساعين واستعلن من جبال فاران فمجئ الله من طور سيناء هُوَ إنزاله التَّوْرَاة على مُوسَى، وإشراقه من " ساعين " إنزاله الْإِنْجِيل على عِيسَى؛ لِأَنَّهُ كَانَ يسكن فِي " ساعين " أَرض الْخَلِيل فِي قَرْيَة ناصرة، واستعلانه من جبال فاران إنزاله الْقُرْآن على مُحَمَّد ﷺ، وفاران هِيَ جبال مَكَّة فِي قَول الْجَمِيع.

1 / 191