وأما المرة الثانية فكانت في ثاني يوم النحر لعام 1422ه، ولم يقع لعالم من قبله أبدا مثل تلك الزيارة، إذ ذهب جم غفير من أهل المدينة وممن حولها كمدينة خيوان وبوبان وغيرهما، وفي عدد من السيارات، وكنت أنا في سيارة أسماها شيخنا بالسفينة، يقودها الحاج التقي الصالح شيعي آل محمد المخلص زايد بن يحيى الرحابي عافاه الله وأصلح ذريته، وعند وصول الجم الغفير من الناس إلى الحمزات استقبلنا أهل الحمزات بالرماية مرحبين ومسهلين لقدومنا ، وقد أنشدت المغارد من قبلهم، وأنشئت المغارد من قبلنا أيضا، وكانت مغاردنا من قبل الأخ الشاب اللبيب عبد الواحد بن محمد الأشقص، والأخ الأستاذ عبد الخالق الشرعي، والأخ الأستاذ البارع اللبيب علي بن محسن الديدي، وألقيت القصائد من قبل الأخ الأستاذ الكبير الفاضل أحمد بن علي عشيش، ومن قبل الأخ الأستاذ عبد الواحد الأشقص، وانتشرت البهجة وعمت الفرحة الجميع، وحتى الليل، وقد مر علينا وقت رششنا فيه العطور، ونلنا أعذب ما ناله العاشق من الحبيب، وارتشفنا شربة هنيئة تزيل الهم والحزن والأنين، فما أسعدها من لحظة ولحظات، أسأل المولى العلي القدير أن يتقبل منا ويختم لنا بالحسنى آمين. اه.

ولا زال شيخنا رضي الله تعالى عنه عاكفا على التدريس والفتيا والخطابة بالجامع المقدس جامع الشجرة، فجزاه الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وبارك في أيامه وأمتعنا بما أطال من حياته، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.

Halaman 153