هذا واعلم أن هذا البحر كان من العلماء المبرزين في علوم الدين وما يتصل بها، تولى للإمام الحسن بن علي بن داود أعمالا كثيرة، واشترك معه في محاربة القوات التركية في حجة ونواحيها، وكتب بخطه عدة كتب، ومثل هذا السيد لا يبعد أن يكون قد ألف كتبا عديدة لكنني لم أعثر على شيء من ذلك، ولعل السبب تعرض الحصن الذي في حجة للخراب كما تقدم، وبعد انتقاله حوث تعرض منزله في أيام المنصور بالله للإحراق من قبل الأتراك، فهذا ربما كان من أسباب فقد ما يكون قد ألفه رضي الله عنه.

وقال الجنداري في الجامع الوجيز: السيد العلامة، شيخ العترة، كان عالما زاهدا، سكن حوثا وبها توفي، وولاه الإمام بلاد حجة. اه.

هذا وقد توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 29جمادى الآخرة سنة 1029ه، وقبر بحوث في جامع الشجرة عند البركة، وهو مشهور مزور، رحمه الله تعالى، وقد نسجت على ضريحه هذه القصيدة:

شرف الثرى بثوى أمير الدين ... واختال من فرح بخير قطين

وتزينت للقائه دار البقى ... لله صاحب ذلك التزيين

إذ شاقه ذكر الجنان وظلها ... ونعيمها وعناق حور العين

فغدت لحادثه الدنا مسودة ... تجري عذوب عيونها بمعين

وتخربت إذ فارقته ديارنا ... آه لفرقتها لأي قرين

وأغاب عنا شمس فخر طالما ... أهدت إلى سبل النجا والدين

وأغاض عنا بحر علم زاخر ... يهدي إلى الأرواح كل ثمين

أأمير دين الله أنت أجل من ... وصف لفضلك أو علاك مبين

يكفيك أنك شيخ آل محمد ... في العلم طرا يا أمير الدين

وإليك مسندهم إذا ما أسندوا ... وعليك يعتمدون في النقلين فعليك من ذي العرش أسنى رحمة ... حتى تحوز الفضل يوم الدين

Halaman 143