Sejarah Teluk Alexandria Lama dan Terusan Mahmoudiyah
تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية
Genre-genre
وأقدمها هي الفوهة السفلى، وهذه تركت وبطل استعمالها؛ لأن التطهير المتوالي نجم عنه ارتفاع جسورها بحيث أضحى من غير المستطاع وصول الهواء إلى أشرعة المراكب، ولذا أقيمت الأخرى منذ 4 سنوات لتحل محلها.
وترعة الإسكندرية في الفرسخ الأول (4000 متر) من مجراها تشبه حفرة عرضها من خمسة إلى ستة أمتار حفرت لاتصال هذه الترعة بفرع رشيد، وذلك عندما انطم فرع الكانوب الذي كان في العصور الخوالي المصدر الذي تستمد منه هذه الترعة المياه.
ويرى الإنسان جزء الفرع الكانوبي القديم هذا على بعد 250 مترا من قرية محلة داود ،
1
ولا يفصل هذا الفرع عن الترعة في هذه البقعة إلا جسر سمكه 4 أو 5 أمتار. وعندما يتقدم الإنسان بعد هذه النقطة يرى الترعة تزداد في الاتساع والنظام، وتستمر على هذه الحالة إلى أن تبلغ قرية سماديس، حيث تأخذ في اتساع يبلغ متوسطه 50 مترا، ويظل هذا الاتساع مستمرا إلى ما بعد قرية أفلاقة؛ أي: مسافة فرسخين ونصف فرسخ (10000 متر)، وذروة ارتفاع جسوره فوق القاع أكثر من أربعة أمتار، على حين أن هذا القاع متر واحد تحت مستوى الأراضي المجاورة لها، وبهذه القطعة من الترعة كل سمات القدم، ففيها مواني على شكل نصف دائرة عرضها 80 مترا، وهذه حالة لا تدع مجالا للشك في أن هذا الموضع كان يموج في الزمن الغابر بأفواج المراكب وكثرة البضائع، وهذا الموضع هو الذي وقع عليه الاختيار أيضا في الوقت الحاضر لتكديس محاصيل مديرية البحيرة والسلع الأخرى التي يراد شحنها للإسكندرية.
وهو من ناحية أخرى واقع من القدم بجوار مدينة كبيرة - أعني دمنهور - التي حلت على ما يلوح محل مدينة هيرموبوليس بارفا.
وليس في الفرسخين التاليين (8000 متر) بعد ذلك شيء يلفت النظر، اللهم إلا بين قريتي زاوية غزال وقابيل، حيث تركت الترعة القديمة من زمن يسير، وحفرت ترعة أخرى ذات طول مستقيم وعمق منتظم.
وبعد قابيل يدخل الإنسان في بقعة تختلف كثيرا عن البقعة التي تقدمتها، إذ لم يعد يرى سهلا خصبا تزينه المزارع، وقرى عامرة منبثة في جوانبه، بل يقع نظره على مدائن مدمرة، وأرض بائرة، وخرائب غير مأهولة، ومناظر تفوق رهبتها رهبة الصحارى، وربما كان الباعث على ذلك أن هذا المنظر يعيد على الذاكرة حالة ازدهار سابق أدركها العفاء فأمست أثرا بعد عين.
ومتوسط اتساع ترعة الإسكندرية بعد قابيل في مسافة أربعة فراسخ متتالية (16000 متر) عشرون مترا، وجسورها في هذه المسافة تارة تكون مرتفعة ارتفاعا قليلا، وطورا يتراوح ارتفاعها بين 8 و10 أمتار، وهذا الجزء من الترعة أجمل الأجزاء منظرا، وأكثرها تناسقا في العرض والعمق، وفي الفرسخ التالي (4000 متر) أعني لغاية ليلوها - قرية السعرانية - تقريبا يحتفظ بنفس هذا الاتساع، ونفس هذه المساواة التي كان محتفظا بها قبلا، ولكن السهل الذي يكتنفه يأخذ في الانحطاط شيئا فشيئا إلى أن يصير مستواه في مستوى قاع الترعة، حتى إن هذا القاع يعلوه في كثير من المواضع، ولا يعود إلى الانخفاض تحت مستوى السهل إلا عندما يقترب من الإسكندرية بنصف فرسخ (2000 متر).
وبعد ليلوها (السعرانية) مباشرة تتسع الترعة فجأة، ويصير عرضها في مسافة نصف فرسخ (2000 متر) 100 و200 بل 250 مترا، وجسورها لا تكاد ترتفع إلى مترين، أما من جهة المتانة فليست على شيء منها، حتى إن الماء ليرشح من جوانبها، وبعد ذلك تضيق كثيرا، وعندما تجاوز (قرية البيضاء) يصير عرضها 5 أمتار فقط، وارتفاع جسورها أكثر من 7 أمتار، والرمال المتحركة تغطيها، وتهدد الترعة بأن تطمها طما وتردمها ردما، والترعة في هذه البقعة تقع على مسافة متوسطة من بحيرة أبي قير قدرها 100 متر، وبعد ذلك تبتعد عنها، وفي فسحة فرسخ (4000 متر) تشبه في النظام والمساحة المسافة التي قبل ليلوها (السعرانية) تقريبا، وتدنو من البحيرة قبيل طرفها الغربي، وتحصرها عن كثب بحيث تصير لا يفصلها عنها إلا جسر من الأحجار سمكه من 6 إلى 7 أمتار.
Halaman tidak diketahui