Sejarah Kegilaan: Dari Zaman Purba Hingga Hari Ini
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Genre-genre
3
واختصارا للقول وبعيدا عن هؤلاء القديسين المشاهير، كان أولئك المجانين في حب الله ممن يسيرون أيضا على دروب المرض. وكانت العصور الوسطى مليئة بالفعل بالعديد من أشباه المسيح والأنبياء الكذبة، والمجانين في حب الله ولكنهم بالأخص مجانين حقيقيون، وكان أولئك يتنقلون من مدينة إلى مدينة، ومن دير إلى دير، يعظون ويبشرون، ويشجبون تجاوزات رجال الدين، وينذرون بنهاية الأزمنة. في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي، ذكر برنارد دي جوردون، وهو واحد من أبرز المعلمين بمدرسة مونبلييه، أنه من بين «الملايين» المصابين بالسوداوية، «هناك أولئك الذين يعتقدون أنهم أنبياء أو أشخاص موحى إليهم من الروح القدس، ومن ثم يقومون بالوعظ عن حال العالم في المستقبل أو عن مجيء المسيح الدجال.»
كيف كان يجري استقبال هؤلاء المبشرين الأخرويين؟ لم تكن هناك قاعدة ثابتة. فقد كانوا يستفيدون مبدئيا من الرأي الإيجابي المسبق حيالهم، ولكن أولئك الذين ذاعت شهرتهم (كما هو شأن البعض) كان ينبغي لهم الاحتراس من الوقوع في البدع والهرطقات، مثلما حدث مع ذلك المدعو إيودس دي ليتوال، في القرن الثاني عشر الميلادي، الذي زعم أنه ابن الله؛ ولذا قام مجمع رانس في نهاية المطاف بإصدار أمر بإلقائه في السجن حيث توفي بعد اعتقاله بفترة وجيزة، بينما أرسل أتباعه الرئيسون إلى المحرقة.
4
وعلى الرغم من قيامه بإظهار عصا مشقوقة وعرضها أمام الأساقفة زاعما، بنبرة شديدة الجدية، أن أحد طرفيها يسند السماء بينما الطرف الآخر يسند الأرض، فإن أحدا لم يستخلص من ذلك إصابته بالجنون. فلم يرد أحد إلا رؤية جريمة التدنيس وانتهاك حرمة المقدسات.
الجنون والشيطان
يعد الجدل بشأن الجنون وعلاقته بالشيطان قديما. فنجده قائما بالفعل في الطب البابلي أو المصري (حيث لا يوجد، عدا ذلك، أي جدال)، كما أن باب النقاش، بطريقة أو بأخرى، ليس مغلقا تماما اليوم، ليس في كل مكان على أي حال. بالرغم من الاعتقادات الشائعة ، لم يظهر الشيطان بقوة في الجنون إلا في أواخر العصور الوسطى، ليبلغ الأمر ذروته في القرن السادس عشر والنصف الأول من القرن السابع عشر. بيد أن كل شيء يتوقف على معرفة ما هو المقصود بالشيطان وما نعنيه بالربط بينه وبين الجنون.
يميز جالينوس، «الملقب بأبقراط القرون الوسطى»، في تعليق له على أفلاطون، بين الاضطرابات [العقلية] الناجمة عن أسباب «طبيعية» وبين تلك التي تنشأ من أسباب أخرى على النحو التالي: «عندما يعتقد المرء أنه يرى ما لا يراه غيره، ويسمع أصواتا لا ينطق بها، وحينما يقول أشياء مخزية، أو يتلفظ بكلام يدل على الكفر والإلحاد أو على الجنون التام؛ فإن ذلك يعد دليلا، ليس على فقدان الروح لقواها الطبيعية فحسب، وإنما على دخول شيء إليها مناف لطبيعتها.» ويتساءل إيتيان تريا، في كتابه الرائع «تاريخ الهستيريا»،
5
عن ماهية ذلك الشيء المخالف لطبيعة الروح: «ألم يكن جالينوس، ذلك المؤمن بإله واحد، على استعداد لإدخال النفوذ المضاد للشيطان في أمراض الروح؟» دون الذهاب إلى القول بأن جالينوس ربما يعد رائد علم دراسة الشياطين، وهي فرضية مثيرة للاهتمام.
Halaman tidak diketahui