Sejarah Kegilaan: Dari Zaman Purba Hingga Hari Ini

Sara Rajai Yusuf d. 1450 AH
179

Sejarah Kegilaan: Dari Zaman Purba Hingga Hari Ini

تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا

Genre-genre

هروب أو إقامة غير مبررة.

يظهر الجدول الإحصائي بوضوح فئتين من المرضى: بعد حوالي عام من الاحتجاز. من بين الفئة الأولى، خرج حوالي 62٪ (سواء نالوا شفاءهم أم لا)، في مقابل 30٪ من الفئة الثانية؛ مما يدل - على عكس الفكرة الثابتة - على نوع من الدوران النسبي. استبعدنا من الحسابات حالات التنقلات (9٪)، مؤكدين على أن هذه التنقلات من مصحة إلى أخرى، تضم كافة أنواع المرضى عدا الذين تم شفاؤهم. ومنها هذا النموذج المعروف: عام 1888، كانت هناك هذه المريضة المحتجزة منذ أحد عشر عاما. في البداية كانت تبلغ من العمر ستة وعشرين عاما، وكانت مصابة بالهستيريا مصحوبة بحالة هياج تستدعي القيود. وفي غضون عدة أعوام، أصيبت بحالة خبل عام. كانت من مواليد منطقة أورن، ونظرا لأن تكاليف الإقامة اليومية في مصحة منطقة ألنسون أقل من مصحة بون سوفور، التي كانت قد بدأت فعليا في التخلص من مرضى الاعتلال العقلي الفقراء أصحاب الحالات المزمنة، والذين لا يقيمون في المنطقة التي ولدوا فيها؛ فقد حولت المريضة إلى مصحة ألنسون للأمراض العقلية. كان الأمر يدور حول رغبة المصحات في التخلص من الحالات الصعبة، حتى بلغت درجة أنها كانت تحاول إرسال المريضات العجائز المصابات بالخرف غير المؤذي إلى دور المسنين. فها هي حالة مريضة تبلغ من العمر أربعة عشر عاما مصابة بالبله، حين دخلت مصحة بون سوفور. في عام 1933، أصبح لديها ثلاثة وسبعون عاما قضت تسعة وخمسين منها في المصحة. وهي مريضة هادئة، تمارس الأعمال المنزلية؛ مما يجعل دار المسنين مناسبة لها، حتى وإن تطلب الأمر مساومات صعبة. فبمجرد حدوث النوبة أو صدور أي صرخات أثناء الليل - على الرغم من أنه كان أمرا معتادا في دور المسنين - سيتم طرد العجوز المسكينة على الفور وإعادتها إلى المصحة؛ حيث اعتادت عليه بعد أن قضت هناك أكثر من نصف قرن. لكننا سنرى أن هذه التنقلات للمرضى «داخل المؤسسة» كانت قاتلة بالنسبة لهم.

بعيدا عن هذه التنقلات، كيف يتناقص عدد المرضى في الفئة الهامة التي تضم خمسة وخمسين بالمائة من المرضى المحتجزين لأقل من عام (نصفهم لأقل من ثلاثة أشهر)؟ يموت حوالي 34,5٪ منهم، بينما يخرج الباقون تارة بحجة شفائهم أو تحسنهم أو لعدم شفائهم. وتفرض المقارنة مع الجزء الثاني (45٪) نفسها: فهنا تطول فترات الاحتجاز (20٪ من المرضى يقيمون لخمسة أعوام، و12٪ حتى خمسة عشر عاما). وليس من النادر لدى النساء أن يمكثن لنصف قرن داخل المصحة. وتعد أقدم مريضة محتجزة هي مريضة مصابة بالبله محتجزة منذ خمسة وستين عاما. يموت في الغالب ما يقرب من 77٪ منهم، وتكون الدهشة كبيرة عندما نشاهد بعضهم يخرجون، ولا سيما بعد إعلان «شفائهم» بعد مرور كل هذه السنوات. فنسبة الخروج من المصحة تتناسب عكسيا مع طول المدة التي يقضيها المريض في المصحة. فهؤلاء الذين لا ينالون الشفاء ولا تتحسن حالتهم خلال العام الأول من الاحتجاز ، تقل فرصهم جذريا في الخروج، ولا سيما أن ثلاثة أرباعهم سيموت داخل المصحة.

بشكل عام، يخرج 23,2٪ من المرضى المحتجزين لشفائهم، و11,1٪ لتحسن حالتهم، وحوالي 10,5٪ لعدم شفائهم. يخرج هؤلاء المرضى الذين لم يبرءوا بناء على طلب العائلة أو المؤسسة (في حالة الاحتجاز الإرادي)؛ في أغلب الأحيان لأنهم يكونون على وشك الموت، وبالتالي فليس من اللائق أن تترك العائلة أحد أعضائها يموت «وسط المجانين»: «زوجته تطلب خروجه، فهي لا تريده أن يموت هناك» (1875). ولكن في معظم الأحيان، يرجع سبب الخروج إلى إدراك من طلب الاحتجاز لعدم تحسن حالة المريض، بل تدهورها. يضاف إلى هذا مسألة دفع تكاليف الإقامة؛ حيث قد تضطر العائلة إلى دفعها مدى الحياة، إذا تأكدت عدم قابلية المريض للشفاء. كذلك الحال مع مرضى الصرع الذين مر عليهم وقت طويل دون أن تداهمهم أي نوبات، وإن ظلوا مندفعين ومن السهل استثارتهم، أو حتى ضعاف العقول الذين أصبحوا مسالمين. ويمكن للطبيب أيضا أن يطالب بخروج المريض، أو المحافظ في حالة الاحتجاز بناء على طلب الحكومة. وفي بعض الأحيان قد يتعارض رأي السلطة مع وجهة نظر الطبيب: «إنه مدمن خمور خطير، وقد يرتكب أثناء نوباته أفعالا يعاقب عليها. ونحن نرى أنه لا يجب إخراجه، على عكس رأي الطبيب الذي أبلغنا به» (ولكن خرج المريض رغم كل شيء). وفي المقابل، قد يأتي الرفض من المحافظ لطلب قدمه الطبيب؛ نظرا لتكرار حالات الانتكاس. وفي الأغلب، يوافق الطبيب على طلب الخروج الذي تقدمه أسرة أحد المرضى المحتجزين بناء على طلبها، ولكن دون خداعها: «يبدو مظهره هادئا، ولكنه ليس أقل جنونا من الداخل.» يمكن للطبيب قبول الطلب أو رفضه (المريض ليس في حالة تجعله يحسن التصرف) أو قد يؤجله قليلا. فهذا المريض ذو الثلاثة والستين عاما احتجز عام 1855؛ بسبب عدم اتزانه وهوسه بالشراء بشكل غير معقول، كان في حالة هياج عند دخوله المصحة، ولكن بدأ يتحسن منذ ستة أشهر، وكان على وشك الخروج. ولكن جاء في تقرير كبير الأطباء: «نظرا لسلوكه العنيف للغاية مؤخرا تجاه مريض آخر أبله بائس، لا تواتيني الجرأة على الموافقة على خروجه.» كان هذا المريض يستعد للخروج - وقد أصبح هادئا وواعيا مؤخرا في غضون شهر من الاحتجاز - ولكن يقول كبير الأطباء: «بعد رؤيتي لسجله في البلدية، عدلت عن قراري؛ فقد كان يهدد جيرانه بالقتل، وطارد بالفعل زوجته عدة مرات ممسكا بسكين في يده ليذبحها. إنه يمثل رعبا في قريته.» إلا أن المريض خرج بعد سبعة أشهر.

وتوجد أيضا حالات - وإن كانت نادرة - لمرضى لم يتم شفاؤهم ولكنهم يفضلون البقاء في المصحة، حتى وإن طالبت العائلة بخروجهم: «جاء والداه ليخرجاه، ولكنه رفض تماما المغادرة وانتابته حالة هياج.» وعلى العكس، يوجد أيضا مرضى يهربون من المصحة ولكنهم قلة. ولا يبتعدون كثيرا عن المصحة، وإن تمكن بعضهم من العودة إلى منازلهم. ويقول أحد الآباء عام 1920: «كانت مفاجأتنا كبيرة عندما وصل ابننا المسكين صباح اليوم إلى المنزل. وأمام رفضه العنيف للعودة إلى المصحة، وبعد وعوده بالبقاء هادئا، قررنا إبقاءه معنا.» كان هذا هو ما يحدث عادة، بشرط أن تكون المسألة موضع نقاش إذا ما عاد المريض لعادته القديمة.

ومن النادر وجود حالات الاحتجاز غير المبررة لأكثر من أسبوع بقرار طبيب المصحة. فدوافع الاحتجاز مهمة للغاية: «لا يمكننا اعتباره مريضا عقليا، بل بالأحرى متشردا ينقصه تماما أي حس أخلاقي» (1888). «المريض مصاب بضعف عقلي مصحوب بانحرافات غريزية وغياب للحس الأخلاقي، إلا أنه لا يعاني من أي هذيان؛ ومن ثم فمكانه ليس مصحة الأمراض العقلية» (1916). وأحيانا تكون الفروق بين رأي طبيب وآخر هامة جدا؛ فقد يسمح أحدهم بالاحتجاز والآخر لا يسمح. وإذا جرى اتباع القيود الموضحة سابقا، لكان عدد المحتجزين قد قل بصورة مؤكدة.

وأخيرا، ماذا عن «المرضى الذين تم شفاؤهم» و«الذين تحسنت حالاتهم»؟ تحمل هذه الصيغ - التقليدية - قدرا من الغموض وتطرح إشكالية هامة حول معايير الخروج من المصحة. ولنبدأ بالذين شهدت حالاتهم نوعا من التحسن ... فها هو واحد منهم كان يعمل بقالا ويبلغ من العمر ثلاثة وخمسين عاما، ولقد أدخلته عائلته المصحة بإرادتها عام 1821. ثم خرج «لتحسن حالته» بناء على طلب الأسرة ذاتها، وإن ذكر الطبيب الموقع على قرار الخروج الآتي: «أصبحت حالته أهدأ وأفضل، ولكنه قد يصبح مضطربا إذا تعرض لضغط ما.» ولا تبدو الصيغة أكثر وضوحا من تعليق الطبيب، «فالمريض الذي تحسنت حالته» هو أي شيء ولكنه ليس سليما، فهي تعني بالأكثر: إنه أصبح هادئا.

وهكذا، في بون سوفور - وفي باقي المصحات العقلية - تخرج كمية كبيرة من المحتجزين بسرعة نسبيا؛ مما يتعارض مع فكرة أنه بمجرد احتجاز المريض، فهو يبقى هناك للأبد. ويلقي المنشور السنوي الوزاري بتاريخ العاشر من نوفمبر 1906 - الموقع من جورج كليمنصو رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية - الضوء على هذه المسألة الهامة. فالأمر لا يقتصر على اكتظاظ المصحات بالمرضى، بل على «تخفيف التكدس فيها»: «تعاني غالبية المصحات العقلية في الأقاليم من تكدس فاضح [...] ومن ثم يجب فورا إخراج كل من لم يعودوا في حاجة للبقاء فيها أو من لا يوجد داع لإقامتهم هناك. من يستطيعون الخروج هم المرضى الذين لم ينالوا شفاءهم بالكامل، ولكنهم ليسوا في حاجة لعناية خاصة [...] أما من يجب ألا يكونوا في المصحة أصلا فنوعان: المرضى الذين تم شفاؤهم، ولا يزالون صغارا نسبيا في السن، واليوم يكون هناك دائما استعداد لإخراجهم بشرط توافر معلومة عما سيئول إليه حالهم. والنوع الآخر - الذي لا مبرر لإبقائه في المصحة - هم كبار السن من الرجال والنساء الذين يعانون من تدهور حالتهم العقلية، ولكنهم ليسوا مجانين أو مرضى اعتلال عقلي بمعنى الكلمة، ولا تستدعي حالاتهم أي رعاية طبية خاصة، من ثم يكون مكانهم دور المسنين وسط المسنين الفقراء غير المؤذين مثلهم.» وعلى الرغم من قلة شهرته وقلة العمل به (مثله مثل الباقين)، يعد هذا المنشور هاما للغاية؛ لكونه يوضح ثانية أن الأمر لا يتعلق بتكدس المصحات وإنما بإخلائها على الأقل جزئيا.

ومن حينها، أصبح هناك وعي أكثر بمنطق خروج المرضى، ليس فقط «من تحسنت حالتهم»، بل وأيضا «الذين نالوا الشفاء». ولكن من هو «المريض الذي نال الشفاء»؟ ازدادت مصطلحات مثل «مريض شفي ولكن تحت التجربة »، و«مريض من المفترض أنه شفي»، و«مريض شفي ظاهريا، ولا يبدو خطرا ويمكن إخراجه من المصحة دون أضرار»، وإن اشتملت على بعض التناقضات في الألفاظ. وعلى سبيل الدعابة، نذكر هذا التعليق: «مريض شفي مؤقتا.» باختصار، لا يكون المريض الذي أعلن «شفاؤه» أفضل كثيرا من ذاك الذي «تحسنت حالته». والأمثلة كثيرة؛ فها هو طالب في المدرسة اللاهوتية ذو خمسة وعشرين عاما ومحتجز منذ الثالث من أكتوبر 1925 لإصابته ب «هوس حاد». وفي اليوم الخامس من الشهر ذاته، شخصت حالته على النحو التالي: «هوس حاد مصحوب بهياج شديد ومتقطع.» في التاسع عشر من الشهر، بدأ يتحسن. وفي العشرين من الشهر ذاته، أعلن أنه ليس فقط يتحسن، وإنما شفي، وخرج في اليوم نفسه. ومرة أخرى، تتكاثر الحالات من هذا النوع. فها هي مثلا حالة هوس حاد لدى امرأة في السادسة والأربعين، تعاني من انتكاس لمرضها. كانت قد دخلت المصحة في الثامن من مارس 1924 وهي تعاني من «أفكار اضطهاد وحالة من الهياج والغضب والتهديد.» في الرابع والعشرين، شخصت حالتها بالهوس الحاد. وبحلول اليوم السابع والعشرين من الشهر نفسه، تقرر خروجها «لشفائها». حدث الأمر ذاته مع هذه المريضة بالاكتئاب السوداوي والتي خرجت من المصحة لشفائها في أقل من شهر، ومع هذا المريض ذي الميول الانتحارية الذي دخل المصحة في شهر أكتوبر ليخرج في نوفمبر. أو ذاك المريض الذي لا يفكر إلا في «عدم الكلام عن اختراعاته»، ومع ذلك يتقرر خروجه. أو هذا المريض الذي يطلب عملا، فيطلب كبير الأطباء خروجه. وتلخص إحدى الشهادات - من بين أخرى كثيرة - المقصود ب «المريض الذي يخرج لشفائه»: فقد جرى احتجاز هذا المزارع ذي الخمسة والأربعين عاما في أغسطس 1881 بسبب نوبات هياج خطيرة انتابته، وأيضا بسبب عدم الإدراك (فلم يعد يعرف من هو)، بالإضافة إلى هلاوس ثراء. وبعد ستة أشهر، لم تكن هناك إلا ملاحظة واحدة: إنه هادئ. وبعد شهر آخر ونصف شهر، كان قد شفي وخرج من المصحة: «إنه في حالة من الهدوء الدائم تسمح بإخراجه، صحيح أن نسبة ذكائه ضعيفة، ولكن لم يصدر عنه أي سلوك طوال فترة بقائه في المصحة يحملني على الاعتقاد بأنه خطر ...»

وفيما يتعلق بنسبة الوفيات في المصحة العقلية، فهي تتمثل في هذه النسبة المرعبة: 53,1٪ من عدد من دخل من المرضى. صحيح أنه - إذا أردنا النظر إلى نصف الكوب المملوء أو الفارغ - يمكننا القول بأن نصف عدد المحتجزين يخرجون (أيا كانت حالتهم)، ولكن دائما ما تزيد احتمالية الخروج من المصحة بسبب الوفاة عن الخروج منها على قيد الحياة. ويوضح الحوار الذي أجري عام 1974 مع الطبيب لومارشاند - البالغ من العمر مائة وثلاثة أعوام، والمتدرب بمصحة فيلجويف منذ عام 1898:

Halaman tidak diketahui