Sejarah Kegilaan: Dari Zaman Purba Hingga Hari Ini
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Genre-genre
الفصل الخامس
البوتقة النظرية في عصر اليقين
ربما نستطيع أن نفهم منذ الآن أن التفكير النظري - في فرنسا - أصبح في جميع الأحوال منفصلا أكثر فأكثر عن المؤسسة العلاجية وعن ممارسة الطب العقلي. ففي فرنسا على وجه الخصوص - على عكس ألمانيا مثلا - كان البحث الإكلينيكي متمركزا في العاصمة بشكل كبير، بل وفي سانت آن على وجه التحديد حيث عين أفضل أطباء الأمراض العقلية، ولم يكن يتم الإبقاء إلا على «أفضل» المرضى (كان المرضى الميئوس من شفائهم ينقلون إلى الأحياء المتاخمة أو إلى سجون الأقاليم).
واستطاع الطب النفسي، بعد أن تحرر من الفكرة التي كانت هي أساس تكوينه (كون المستشفى أداة للشفاء)، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين؛ أن يستعيد قوته وأن يؤكد - بشكل ما - يقينيات جديدة عن طريق مضاعفة التصنيفات (التي هي عمليا واحدة) وتعميق المفاهيم القديمة مثل الصرع والهستيريا، وخلق كيانات جديدة: الشلل العام (الذي بدأ تمييزه منذ مطلع القرن التاسع عشر) والانحطاط العقلي، والعصاب، والذهان على وجه التحديد. وعن طريق وضع تشخيص، كان الطبيب النفسي «يزيل بضربة واحدة مصدرين للقلق: الطابع المجهول للجنون والعلاقة مع المريض؛ لأنه بمجرد تسميته، يصبح المرض شيئا مألوفا مستقلا بذاته يدخل معه الطبيب مباشرة في علاقة، دون الحاجة إلى المريض.»
1
الشلل العام
سبق أن رأينا كيف جعل مؤيدو فكرة الأصل العضوي للأمراض العقلية - وهم أغلبية - من نظرية بايل حول «الشلل الجنوني» أو «الشلل العام» الحجة التي يرجعون إليها دائما. ومنذ ذلك الحين اتخذ الشلل العام «وضعا ملحميا» (جي لانتري لورا) في تاريخ الأمراض العقلية، وأصبح هو «نقطة الانطلاق التاريخية لضم علم الأعصاب لمجال الجنون».
2
يتفق الجميع على خصوصية الوهن العصبي المصاحب «للشلل العام التدريجي» الذي يملأ المشافي بالمرضى من الرجال بين خمسة وأربعين وستين عاما. وتتميز المرحلة الأولى من المرض بأفكار الثراء والعظمة، وأيضا بنوع من فوضى الأفعال يصاحبها نوبات غضب واضطراب في الكلام ومشاكل في الحركة وعدم تكافؤ في حدقة العين، والمرحلة الثانية بتفاقم التدهور البدني والفكري، يصاحبها عادة نوع من الخرف ونوبات صرع؛ مما يؤدي إلى الموت خلال شهور. فها هو على سبيل المثال رجل يبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاما محتجز عام 1887: «المريض مصاب بالشلل العام، وأيضا بهذيان مستمر وغير مترابط تدور أفكاره كلها حول البذخ والعظمة والثراء وملايين الأطفال ... إلخ. تعاني حركته من خلل، وكلامه من نوع من التردد، فيختلج لسانه ولا يمكنه البقاء داخل فمه، وتظهر على عضلات الوجه الأعراض نفسها من الارتعاش كلما هم المريض بالتكلم. فقدت يداه مهارتهما، واتسمت خطواته بعدم الثبات. ويعاني من نوم قليل وحالات هياج مستمرة.» وهناك أيضا هذا المريض ذو السبعة والثلاثين عاما، والمحتجز في المستشفى منذ عام 1909: «يعاني من جنون تام وخرف وعبارات مضطربة وعدم تساوي حدقتي العينين، كان يسير نصف عار ويسقط منه بنطاله مفكوك الأزرار، كان قذرا غير واع بما يدور حوله.»
في المقابل، لم يكن التصنيف العلمي «للشلل العام» معلوما في البداية. فطالما دافع مانيان عن فكرة التسمم بالكحول كسبب مباشر ورئيس للمرض. إلا أنه منذ عام 1857، كان كل من إيسمارخ ويسين أول من أكد أن مرض الزهري هو سبب الإصابة بالشلل العام. وعلى الرغم من دعم الكثير من الباحثين لهذه النظرية في الأعوام التالية، لم تستطع أن تفرض وجودها، ثم جاءت نظرية «الشلل العام الخاطئ»، والذي لا يسببه الزهري، لتقضي عليها (أيضا لازيج، عام 1884). في عام 1879، عكفت أعمال ألفريد فورنييه
Halaman tidak diketahui