Sejarah Kegilaan: Dari Zaman Purba Hingga Hari Ini
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Genre-genre
41
ويعتقد العديد من الأطباء أيضا أن مكان البله والمختلين عقليا هو دور الرعاية، وليس مصحة الأمراض العقلية. يكتب ماكسيم دي كامب عن البله الشباب في مصحة بيستر: «عندما نشاهدهم نرى خطأ الخليقة الواضح، ونتساءل لماذا فرضت الحياة على مثل هذه الكائنات المحكوم عليها بالبقاء في هذا اللاكيان الدائم؟!»
42
عادة ما يجري احتجازهم في سن صغيرة، ولذلك يحطمون أرقاما قياسية في البقاء داخل المصحة (نصف قرن في بعض الأحيان). وينتهي الأمر بالنسبة إلى بعض منهم بالحصول على وضع «مميز» داخل المصحة؛ مثل ذلك الأبله في مصحة بون سوفور الذي حصل على مكان مشمس مخصص له منذ ثلاثين عاما. وقد تمتد حريات التحرك داخل المصحة إلى كافة أرجائها، بل وقد تفوق حريات الحراس الذين لم يعودوا يراقبونه . ثم سرعان ما نهبط إلى أسفل سلم الحريات: هناك مرضى في مناطق المسالمين لا يخرجون في الصباح والظهيرة إلا للعمل، وهناك أيضا المصابون بالخرف ومرضى الصرع والمصابون بالهذيان الشديد الذين يحظر خروجهم من منطقتهم، بالإضافة إلى المرضى الشديدي الهياج الذين لا يبرحون غرفة العزل الخاصة بهم؛ أي هبطنا من بضعة هكتارات إلى بضعة أمتار مربعة ...
وإذا كانت الساحات المخصصة لمرضى الصرع والخرف هادئة في أغلب الأحيان، فإنها تحتاج إلى مراقبة خاصة؛ فالمصابون بالصرع قد يسقطون من أعلى ويصابون بجروح خطيرة، دون إغفال ميلهم للضرب ولا سيما قبل وبعد نوبات الصرع. فيما يتعلق بالمصابين بالخرف، فإن ميلهم للجنس - الليلي في أغلب الأوقات - قد يصبح نهاريا أيضا. كما يوجد مرضى «قذرون» يلعبون بإفرازاتهم، فيلطخون أنفسهم بها ويلوثون الجدران، ولكن دون ضوضاء أو صوت. وفي بعض التقارير الطبية في بداية القرن العشرين، يتم التحايل على مرض «الخرف» بالقول بأنه «اضطراب السلوك الخاص بالعضلة العاصرة.»
في ساحات المصابين بشبه هياج أو بهياج كامل، سنجد مرضى واقعين فريسة لهذيانهم؛ فهناك المرضى ذوو النزعة الدينية، نجدهم جاثمين يصلون أو يردون على الرؤى والظهورات. فها هو مختل في الثالثة والسبعين من عمره يدعي: أن الله يأتيه يحادثه ويعزيه ويرشده، وأنه يسمع صوت العذراء مريم، وأنه يتناول الأسرار المقدسة في روما أثناء أحلامه. ويقضي اليوم كله يتمتم بصلوات ومسبحته في يده. ومريض آخر يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاما ظن أن «الله يدعوه ليأتي معه، فما كان منه إلا أن التحف بملاءته وقفز داخل المدخنة.»
43
هناك هلاوس متعددة، ولكنها عادة ما تكون سمعية، مثل تلك المريضة ذات التسعة والثلاثين عاما، التي «تسمع أصواتا بالليل وأثناء النهار، تأتيها العصافير لتحادثها؛ ولذلك فهي تغلق فمها بيديها لكيلا تدخله هذه العصافير.» وأحيانا ما تكون الأصوات التي تسمع قادمة من الساحة سبابا وتهديدا ولعنات؛ لأن زوجها وأولادها ماتوا غرقا. وكثير من المرضى يسمعون خطوات الجلاد الذي جاء لأخذهم وقيادتهم إلى المقصلة، بينما يسمع آخرون أجراسا تدق بأسمائهم، ولكنه ليس بالرنين المبهج.
وقد تكون الهلاوس حسية أيضا: «عند التنزه بهذا المريض ليلا، كان يعتقد أن مبنى التمريض كله يسير معه.» وقد يرى بعض المرضى أشياء غريبة تتحرك في السماء. «هناك مريضة يعيش والدها في منزله، ولكنها تراه وتتحدث معه.» عادة ما تكون هذه الهلاوس الليلية المخيفة مرتبطة بإدمان الخمور: «هناك حيوانات تنزل من السقف وتأكل قدمه، أو أن أحدا يدق مسامير في نعوش، أو يقطع جثث الموتى.» بينما يظن أحدهم أن فمه مليء بدبابيس تجعله لا يتوقف عن البصق. أو أن أحدا وضع ثعابين في فمه؛ ولذلك لا يستطيع أن يأكل أبدا. وأن هناك من يرسل إلى أحدهم روائح كريهة عبر الأرض، وإلى آخر شحنات كهربائية (في بداية القرن العشرين، كانت الكهرباء موضوعا مفضلا)، «فكان يعذب بالكهرباء والكيمياء، وكان معذبه يقيم في قبو كبير أسفل قاعة المرضى.»
ما بين المصابين بالهياج الدائم أو ذوي النوبات العرضية، كان المرضى بشعور الاضطهاد هم الأكثر عددا، وتتفاوت موضوعات هذيانهم إلى ما لا نهاية. فالشياطين وأشباح أهله المتوفين والماسونيون واليسوعيون والجيران والأقارب، كلهم شخصيات ترتبط بضياع المريض بالهذيان، وتطارده باستهزائها، تدخل غرفته ليلا عبر ثقب في السقف وتضربه وتحرقه، وتقتله ببطء. «إنهم يريدون الانتقام منه، يطاردونه؛ ولذلك يسمع المريض دائما أصواتا وصليلا وبصقات من خلفه.» فهذا التاجر اليائس لا يتوقف عن الصراخ: «لقد انتهيت، انتهيت، انتهيت! في أوروبا كلها، لا يوجد من هو محطم مثلي!» وتشتكي هذه المريضة ذات التسعة والستين عاما من كونها تحمل أختها المتوفاة طويلا على ظهرها. وبعد الإفراج عنها و«شفائها»، أصيبت بانتكاسة بعد ثلاثة أشهر، معتقدة الآن أن أختها في رأسها. أما هذا المريض ذو التسعة والعشرين عاما والمحتجز عام 1881، فهو يعتقد «أن هناك شخصا آخر داخله يتكلم عنه ويملي عليه تصرفاته ويعذبه ويجعل منه أضحوكة.» في عام 1922، كانت هناك مريضة تشتكي من «أن جسدها بداخله رجل صغير يضايقها».
Halaman tidak diketahui