Sejarah Kegilaan: Dari Zaman Purba Hingga Hari Ini
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Genre-genre
فخارج نوباتهم، يكون المرضى عقليا أحرارا في التجول داخل المؤسسة، بل ويمكنهم الخروج منها بإذن لعدة أيام؛ وبالتالي يكون المريض عقليا قد ارتفع إلى منزلة المريض العادي.
في مطلع القرن العشرين، لم تنته في الواقع، فكرة المصحة المغلقة إلا نظريا فقط. ونظرا للأسباب المادية (فكان لا بد من إعادة إنشاء كل المصحات على المستوى الوطني) وأيضا بحكم العادة، لم تبدأ المصحة المغلقة بالكامل في الاختفاء من فرنسا إلا بصورة تدريجية للغاية. ولزمن طويل، لم يعد يبقى منها إلا عدد مخصص لبعض العمليات المتطورة. في أعقاب الحرب العالمية الأولى، افتتح الطبيب إدوارد تولوز (1865-1947) في عام 1921 بسانت آن أول «هيئة لعلاج المرضى النفسيين الذين لا تتطلب حالتهم وضعهم في مصحات وفقا لقانون الثلاثين من يونيو 1838.» وظهرت أول خدمة مفتوحة من هذا النوع للنور، على الرغم من مسارعة المجلس العام إلى منطقة السين - الذي وقع على هذا القرار التاريخي - بإضافة بند له طابع فرنسي في المادة الثالثة: «يجب عدم الالتزام بدفع أي نفقات إضافية بسبب إنشاء هذه الهيئة الجديدة.» ولقد لاقت هذه المبادرة كافة أنواع المقاومة واللامبالاة. وقبل الحرب العالمية الثانية، كان عدد مصحات الأمراض العقلية التي قررت خوض هذه المغامرة نادرا للغاية.
ويشرح الدكتور تولوز في مقالة بلاغية بعنوان: «هل علينا تحرير مرضى الأمراض العقلية؟» الصادر في مجلة التثقيف الطبي «جيرير (شفاء)»، قائلا: «هناك العديد من مرضى الأمراض العقلية محتجزون في المصحات» (110 ألف في عام 1938). وبالمقارنة بباقي الأمراض الأخرى، نجد أن تكلفة الرعاية للصحة العقلية هي الأعلى، ويرجع ذلك إلى حركة دائرية على نطاق أوسع. «فالمصحات تحتفظ بمرضاها لفترات طويلة.» لم يتوقع «الميثاق الشهير للجنون» - الذي اهتم بتنظيم كل شيء لوضع مرضى الأمراض العقلية في المصحات ونظامهم - هذا الأمر، ولم يشغله كيف سيستعيد المريض توازنه داخل المجتمع. «والأكثر، أعليهم الخروج؟» على عكس الاعتقاد العام، فإن مصحة الأمراض العقلية تستقبل مرضاها بسهولة، ولكنها تحتفظ بالفريسة للأبد. ويدين الدكتور تولوز زملاءه الكثيرين الذين يحتفظون بمرضاهم في المصحة؛ «فقط لأنه الإجراء الأكثر أمنا من وجهة النظر الإدارية.» باختصار، «يجب أن يتحول المشفى القديم السري والمحاط بالأسوار وكأنه سجن، إلى مصحة حقيقية مفتوحة لا يقتضي دخولها إلا الإجراءات المستخدمة في باقي المشافي العادية.»
وفي سبيل مواجهة التكدس داخل المصحات العقلية، جرت محاولات إنشاء جمعيات لتوجيه مرضى الأمراض العقلية الذين نالوا الشفاء والذين هم في طور النقاهة. لم تكن الفكرة جديدة، فلقد أنشأ جان بيير فالريه في عام 1843 هيكلا من هذا النوع بمصحة سالبيتريير، المخصص للمرضى الفقراء في مرحلة النقاهة ولكن على شفا الانتكاسة. في عام 1856، أنشئ مشفى-مشغل، وافتتحت مراكز أخرى لتوجيه وتدريب المرضى في نانسي وبايولولوكيمبر. في الحقيقة، مقارنة بمدى توسع هذه المراكز في ألمانيا وسويسرا، فإنها في فرنسا لم تحقق تطورا ملحوظا، ولا سيما عندما ادعت حركة العلمانية - التي بدأت في مطلع عام 1880 - أنها جاءت كبديل للجمعيات الدينية. باختصار، فإنه على الرغم من إنشاء «الجمعية الفرنسية لتدريب مرضى الأمراض العقلية الذين تحقق شفاؤهم في منطقة السين» في عام 1896، فإن التجربة لم تدم طويلا. إلا أنه - بمقتضى قانون عام 1902 المنظم للصحة العامة - بدأت حركة من التنسيق بين العلاج الطبي وإجراءات المساعدة للمرضى. وفي أثناء المؤتمر الدولي الثاني لمساعدة مرضى الأمراض العقلية - المقام عام 1906 بمدينة ميلانو - طرح مفهوم المصحة النفسية لأول مرة، إلا أنه لم يصل فرنسا إلا في عام 1937.
على الرغم من جميع المحاولات الرائدة، لم يكن هناك إلا المصحة المغلقة، تماما مثل المصحة النفسية والعقلية التقليدية. فإحداهما تقتضي الأخرى والعكس صحيح. في مطلع القرن العشرين، عرض يوهان ساندريت - المعماري الحكومي - مبادئ جديدة لإنشاء مصحات الأمراض العقلية،
30
ولم تكن متعارضة مع التنسيقات السابقة. وظل التصنيف تماما كما هو، يقوم على تمييز السلوك والعمر والثروة. واحتفظت الخطة المقترحة بتماثل وتنسيق ذي طابع تقليدي. كان الأمر الجديد الوحيد هو: اتجاه واضح لتقسيم الأجنحة. وتحدد الحد الأقصى لعدد المرضى المحتجزين بستمائة مريض. إلا أن ساندريت - المعماري المحنك - طرح بصراحة مسألة التكلفة: ماذا سيحدث إذا اضطرت منطقة إلى قبول أكثر من ستمائة مريض عقليا؟ أسيكون علينا إنشاء مشفيين يحتوي كل منهما على ستمائة سرير؟ إلا أن ذلك سيكلف كلا منهما 5454000 فرنك، بينما لن يتكلف إنشاء مصحة واحدة بها ألف ومائتا سرير إلا 7600000 فرنك.
واستكمالا لتفكيره الواقعي، طرح المعماري ساندريت قضية الزنازين، التي «على الرغم من انتقاد بعض أشهر الأطباء لها - استمر إنشاؤها في كل مكان.» بالطبع أصبحت الزنازين أكثر اتساعا من ذي قبل (3,40 × 2,80 و3,55 أمتار ارتفاعا)، ولم تعد مخصصة للإقامة الدائمة. ويستكمل ساندريت حجته حول كون الزنزانة مصدرا لاستثارة المريض عقليا عند حبسه داخله، ويقول: ألن يكون وضع مريض هائج في المهجع سببا لاستثارة باقي المرضى؟ في الحقيقة المشكلة لا تتوقف عن النمو، فالخيار ليس بين استخدام الزنازين أم لا، وإنما بين تخصيص منطقة للزنازين ليس لها شعبية، وبين وضع زنازين داخل كل منطقة. على أي حال، فإن كلمة زنزانة ذاتها أصبحت مرفوضة، وتسمى من الآن فصاعدا: غرف عزل.
ورغم كل شيء، أصبحنا نسير في اتجاه جيل جديد من مصحات الأمراض العقلية، ظهرت بوضوح مع مشروع إنشاء المشفى السابع في منطقة السين عام 1907.
31
Halaman tidak diketahui