Sejarah Islam: Pengenalan Ringkas

Inas Maghribi d. 1450 AH
30

Sejarah Islam: Pengenalan Ringkas

التاريخ الإسلامي: مقدمة قصيرة جدا

Genre-genre

الأمية التاريخية شائعة للغاية في كثير من دول العالم الغربي؛ فقد كشفت دراسة حديثة أن «ثلثي خريجي المدارس الثانوية [الأمريكية] لا يستطيعون تحديد نصف القرن الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية، وثلث آخر لا يستطيعون التعرف على توماس جيفرسون، بينما يعتقد 65 بالمائة منهم أن ستونوول جاكسون كان عازف جيتار في فرقة فانكاديليك الموسيقية». بالمثل، يرى الشباب الأمريكي (وغير الأمريكي) المثالي يرتدون أحيانا أساور منقوش عليها عبارة «لنجعل الفقر تاريخا»؛ وهو هدف رائع تماما فيما عدا أنه يعكس فهما شائعا بأن التاريخ مقلب نفايات تلقى فيه الأشياء غير المرغوب فيها وليس كنزا يمكن العثور فيه على أشياء مرغوب فيها.

فئة أخرى من الشباب الأمريكي يظهرون وعيهم بأهمية الماضي لهم عن طريق ارتداء نوع مختلف من الأساور أحدها يحمل الحروف الأولى من عبارة (ماذا كان المسيح سيفعل؟) والهدف من هذه الأساور تذكير من يرتدونها باتباع تعاليم المسيح حينما تواجههم أزمات أخلاقية. وليس غريبا أن معظم المسلمين لا يريدون أن يعرفوا ماذا كان المسيح سيفعل؛ والأشد غرابة أنهم لا يريدون أن يعرفوا ماذا كان محمد سيفعل، بل يريد المسلمون أن يعرفوا ماذا فعل محمد، وهو ما جعلهم يبتكرون مصطلح «السنة»، وهو مصطلح يشمل أيضا الأفعال والأقوال المسجلة لبعض الشخصيات النموذجية الأخرى من العصور الإسلامية الأولى. ظاهريا، ثمة تشابه بين «السنة» ومفهوم «محاكاة المسيح» (الذي اقتبست منه فكرة الأساور المشار إليها سلفا)؛ ففي كلتا الحالتين يعتقد أن لسلوك إحدى الشخصيات الرئيسية في أحد الأديان تأثيرا على سلوك المؤمنين المعاصرين. لكن عند التمحيص يظهر فارق مهم بين المفهومين؛ إذ تعتمد «السنة» اعتمادا كاملا على المعرفة التاريخية، فإن كنا لا نستطيع إعادة بناء حياة محمد وليس لدينا سجل لأقواله، نكون قد ضللنا الطريق. على النقيض لا يعتمد مفهوم «محاكاة المسيح» على التاريخ؛ فكل ما يطلبه منا أن نتبع إنجيل الحب الذي جاء به المسيح، وأن نكون صالحين بوجه عام. (وفي نسخته الأصلية التي ظهرت في القرن الخامس عشر، شجع هذا المفهوم أيضا ممارسات زاهدة لم يعد يبتغيها معظم الشباب المسيحي.)

يسعى المسلمون إلى التمثل بمحمد لأسباب ثلاثة. أولا، يخبرهم القرآن مرارا وتكرارا وبطرق مختلفة أن يفعلوا ذلك (مع أنه لم يذكرها صراحة؛ والآية 21 من سورة الأحزاب هي الأقرب، وحتى هذه الآية أبعد ما تكون عن التصريح). ثانيا، ثمة اعتقاد بأن الله أوحى بمعنى آيات القرآن إلى محمد مثلما أوحى إليه بالآيات نفسها؛ وعندئذ ينظر إلى أفعاله على أنها انعكاس لكل ما أراده الله للبشر دون أن يذكر صراحة، أو أنها التفسير القاطع لهذه الآيات. وأخيرا، ما إن وصل الموروث الإسلامي إلى اعتبار محمد معصوما من الخطأ حتى ظهرت عقيدة تقول إنه لا بد من اتباع سنة محمد. وقد رأينا أن هذه الأفكار مرتبطة بالشافعي؛ وعلى هذا النحو فإنها لم تكن ملزمة قبل القرن التاسع. جدير أن نضع في الاعتبار أن ما صدر عن محمد من أقوال وأفعال من المرجح أن تكون له أهمية كبرى منذ البداية، كما هو الحال مع المؤسسين الآخرين للأديان والأمم الكبرى. لقد رفع الثوريون العباسيون في منتصف القرن الثامن شعار «نطالب بالعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه»؛ وهو شعار غامض على نحو بارع افترض مع ذلك أن سلوك محمد يحتل مرتبة عليا لدى الناس. يشمل نطاق سنة محمد أفعال هؤلاء الذين عرفوا محمدا حق المعرفة والذين من المفترض أنهم تمثلوا به أيضا، وكذلك أجيال المسلمين اللاحقة مباشرة، وجميعهم يعرفون باسم السلف [الصالح]. ويمكن أن يكون السلف نماذج مثالية للأجيال اللاحقة، لكن سنة محمد وحدها هي التي تشكل الشريعة (مرة أخرى، منذ القرن التاسع).

في القرون الأخيرة، ظهرت مشكلتان أمام المسلمين الذين يتوقون إلى الالتزام الصارم بالسنة. أولا، وكما رأينا، أدى تنوع الممارسة الناجم عن انتشار الإسلام بين شعوب ذات خلفيات ثقافية ودينية مختلفة إلى اندماج معتقدات وطقوس داخل الإسلام تتشابه قليلا مع السنة، والأهم أنها أوجدت ما يعتبره السلفيون تنوعا دينيا لا يحتمل بين المسلمين. ثانيا، أسفرت الظروف التاريخية المتغيرة - والحداثة على وجه الخصوص - عن ظهور مواقف ليس لها إجابة واضحة في السنة، كما هو مدون في الأحاديث والسيرة والمصادر التقليدية الأخرى . سعى السلفيون - في صورتيهما الإسلامية والمعاصرة (ولكل نوع منهما فروعه الخاصة) - إلى حل هذه المشكلات عن طريق الاسترشاد بالإسلام الذي كان يمارس في عهد السلف الصالح. يرى الإسلاميون أن أيا ما كان يفعل أو لا يفعل آنذاك ينبغي أن يفعل أو لا يفعل الآن. أما المعاصرون فيتبعون من جانبهم مبادئ مختلفة؛ فهم يرون أن الله ودينه يتصفان بالعدل والرحمة في الأساس؛ وأن أيا ما فرضه في القرن السابع - من خلال القرآن والسنة - يتصف حتما بالعدل والرحمة. لكن الأزمان تتغير، وبعض تفاصيل السنة - وإن كانت مقبولة تماما أثناء الوحي - أقل قبولا هذه الأيام؛ ولهذا السبب لا بد من إعادة قراءة هذه الأحداث في ضوء الظروف المعاصرة. يؤمن المعاصرون بالمساواة بين البشر، والديمقراطية، وحقوق الإنسان تماما مثلما يؤمنون بالقرآن والسنة. ومن ثم، لا بد أن يتوافق القرآن والسنة مع مبادئ المساواة بين البشر، والديمقراطية، وحقوق الإنسان. ولهذا يلجأ المعاصرون إلى التاريخ الإسلامي - وتحديدا السيرة والوقائع التاريخية المتعلقة بالسلف لا إلى الأحاديث الأكثر حسما بوجه عام - لكي يثبتوا أن هذه المفاهيم كانت جزءا من الإسلام منذ البداية. ويرد الإسلاميون على ذلك بأن القرآن والسنة هما اللذان يعرفان «العدالة» وليس العكس.

بعبارة أخرى، يرغب كل من الإسلاميين والمعاصرين في معرفة التاريخ الإسلامي المبكر ليكرروه. كونهم يختلفون حول كيفية قراءة التاريخ الإسلامي - إما قراءة حرفية (في حالة الإسلاميين) أو قراءة كل واقعة ضمن سياقها التاريخي - يوضح مدى أهمية التاريخ وتفاصيله للمسلمين [من أهل السنة]. فمعظم المسلمين يوجدون في مكان ما بين المجموعتين، ويتبعون السنة حسبما فسرها العلماء الثقات على مر القرون. وتنعكس مركزية السنة لدى المسلمين المعاصرين في جدول برامج «قناة الإسلام» التي تبث إرسالها من لندن والتي تبث عروضا تليفزيونية مثل برنامج «السنة هي الأفضل» الذي «يهدف إلى تثقيف وتعليم المشاهدين المسلمين أهمية اتباع سنة نبينا محمد»؛ وبرنامج «النبلاء» الذي يستكشف «حياة صحابة النبي محمد النبلاء ... وهم جيل تألق في ورعه وشجاعته ومآثره الدنيوية».

الوهابية

مع أن شبه الجزيرة العربية هي مهد الإسلام، فإنه بدءا من منتصف القرن الثامن - حينما قمع الخليفة العباسي إحدى الثورات التي انطلقت من الحجاز - تعرضت هذه المنطقة للتهميش سياسيا طيلة ألف سنة؛ وهو ما منح النفوذ الديني للحكام الإمبراطوريين من الشمال الغربي أو الشمال الشرقي الذين لم يفكروا قط في التمركز هناك. استعادت شبه الجزيرة العربية الشهرة السياسية في عهد محمد بن عبد الوهاب (الذي توفي عام 1792) وأتباعه الذين اشتهروا (بين معارضيهم) باسم «الوهابيين»؛ بينما هم أنفسهم كان يفضلون مصطلح «الموحدين» بسبب تعريفهم المتشدد للتوحيد. والحركة الوهابية هي التعبير الأكثر تأثيرا عن السلفية ذات الطابع الإسلامي، وذلك لدورها في تشكيل (أو حسبما يقول البعض: «إيجاد») الإسلام السياسي المعاصر، ونشر الأفكار السلفية على أوسع نطاق في العالم الإسلامي.

أكد محمد بن عبد الوهاب من موطنه في إقليم نجد في شبه الجزيرة العربية على تعارض الممارسات الدينية الشائعة - مثل زيارة أضرحة الأولياء وقبورهم، والتمسك الأعمى بطقوس ومعتقدات لا أساس لها في القرآن أو السنة - مع التوحيد الحق، وأعلن أن من لا تتوافر فيهم معاييره الدينية كفار. وبوصف المسلمين غير الوهابيين كفارا، فإنهم كانوا أهلا لشن الجهاد عليهم، وكانت أضرحة الأولياء وقبورهم التي يتشفع بها هؤلاء عند الله عرضة للهدم. على انفراد، يمكن اقتفاء أثر هذه الأفكار لدى خوارج القرنين السابع والثامن، ومرابطي الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر، والموحدين، وكتابات علماء القرن الرابع عشر مثل ابن تيمية (الذي توفي عام 1328) وتلميذه ابن القيم الجوزية (الذي توفي عام 1350). وهكذا تكون إنجاز ابن عبد الوهاب - مثله مثل معظم المصلحين الآخرين في التاريخ - من ابتكار شيء جديد من أفكار قديمة.

في منتصف القرن الثامن عشر، انحاز الوهابيون لمحمد بن سعود حاكم إحدى المدن القريبة، وعلى مدار القرن ونصف القرن التاليين حاربت الأسرة السعودية من أجل بسط نفوذها ونشر الإسلام الوهابي في أنحاء شبه الجزيرة العربية. جاءت المقاومة من السكان المحليين الذين فزعوا من الأساليب العنيفة وعدم احترام الأماكن المقدسة، ومن السلاطين العثمانيين الذين أرسلوا قوات مصرية لمحاربة الحركة محققين في كثير من الأحيان انتصارات ساحقة عليهم. وفي القرن التاسع عشر تعرضت الدولة السعودية الوهابية للضعف أيضا بسبب صراعات داخلية على الإمامة (إلى جانب قضايا أخرى). وعلى الرغم من ذلك فإن التفنيدات العديدة للمذهب الوهابي التي ظهرت في جميع أجزاء العالم الإسلامي في نهاية القرن التاسع عشر تشهد على تأثير الأيديولوجية الوهابية. ومع بداية القرن العشرين شهد المصير السياسي للحركة تحسنا أيضا؛ إذ استطاعت الدولة السعودية الوهابية في ظل قيادة الإمام (ثم «السلطان» ثم «الملك») عبد العزيز آل سعود (الذي حكم البلاد من عام 1902 حتى 1953) السيطرة على معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932. وعندما اكتشفت كميات كبيرة من البترول في أراضي المملكة عام 1938، ضمن الإسلام الوهابي السبل التي يمكنه بها نشر رسالته على نطاق أوسع من أي صورة أخرى للإسلام. فيوما بعد يوم، تنتشر المساجد والمدارس والمواد التعليمية الوهابية أينما وجد المسلمون.

هدأت حدة التطبيق الصارم للمذهب الوهابي بفعل الظروف المدنية المرتبطة بحكم دولة مركبة، وما قد يراه أعداء النظام الحاكم أنه فساد ناجم عن الثراء الهائل المفاجئ، وتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين (الاقتصاديين في الغالب) من مجتمعات إسلامية أخرى يختلف إسلامهم عن الإسلام الوهابي. هذه التهدئة (العرضية) التي شهدتها السلوكيات الوهابية مهدت الطريق أمام تعاون سعودي وثيق مع مجموعات كان محمد بن عبد الوهاب سيعتبرها «كافرة» مثل الإخوة السلفية؛ وهي علاقة جعلت السعوديين الداعم المالي الأكثر سخاء للإخوة منذ الخمسينيات من القرن العشرين. بزغ نجم أسامة بن لادن من وسط المصفوفة الوهابية السلفية، مع أن الطبيعة المحددة لعلاقته بالوهابية تظل موضع خلاف. قد تساهم الوهابية أيضا في فهمنا للفجوة التي تفصل حاليا المجتمعات الإسلامية عن المجتمعات الغربية المسيحية-اليهودية (لكن عليك انتظار خاتمة الكتاب لتعرف كيف).

Halaman tidak diketahui