Sejarah Ekonomi Global: Pengenalan yang Sangat Ringkas
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
أحدثت الطاقة البخارية ثورة أيضا في النقل في القرن التاسع عشر. إن كل من اخترع محركا بخاريا عالي الضغط (كوجنت، وترفيثثك، وإيفانز) استخدمه لتشغيل مركبة برية، لكنهم جميعا لم ينجحوا؛ إذ لم يستطيعوا التغلب على عقبة الطرق غير الممهدة، فتمثل أحد الحلول في وضع المحرك البخاري على قضبان. كان الفحم والمواد الخام تشحن في عربات تسير على قضبان خشبية بدائية في المناجم. في القرن الثامن عشر، حلت القضبان الحديدية محل الخشبية، ومدت خطوط النقل لمسافات أطول. في عام 1804، بنى ريتشارد وترفيثيك أول مركبة بخارية تسير على قضبان في مصنع حديد بنيدارن في ويلز. منذ ذاك الحين، صارت خطوط النقل في مناجم الفحم الأماكن المفضلة لاختبار المركبات البخارية، وكان من المخطط أن يكون خط السكك الحديدية الذي كان يربط بين ستوكتون ودارلنجتون (1825) - الذي امتد لمسافة 26 ميلا - خطا لنقل الفحم، غير أنه تبين إمكانية تحقيق عائدات عن طريق نقل البضائع والركاب عليه. كان خط السكك الحديدية العام الأول هو الخط الذي كان يربط بين ليفربول ومانشستر، والذي امتد لمسافة 35 ميلا وافتتح في عام 1830. حقق هذا الخط نجاحا كبيرا، وأطلق حمى ترويج بناء خطوط سكك حديدية في بريطانيا، وبحلول عام 1850 كان هناك خطوط سكك حديدية بطول ما يقرب من 10 آلاف كيلومتر، وبعد ثلاثين عاما، وصل طول شبكة خطوط السكك الحديدية إلى 25 ألف كيلومتر.
استخدمت الطاقة البخارية أيضا في مجال النقل المائي، وهي وسيلة أخرى لتجنب الطرق السيئة! كانت عملية الابتكار تتسم بطابع عالمي منذ بدايتها، فكانت الحاويات الأولى العاملة فرنسية - «بالميبد» (1774)، و«بيروسكاف» (1783) - وكانت أول سفينة تجارية بخارية ناجحة هي السفينة «كليرمونت» من ابتكار روبرت فلتون، التي عبرت نهر هدسون من عام 1807، وبعدها بعامين أبحر جون مولسون - صانع الجعة الكندي - بسفن بخارية في نهر سانت لورانس مستخدما محركات بنيت في مدينة تروا ريفيير في كيبيك.
بحلول منتصف القرن التاسع عشر، كان البخار يحل محل الأشرعة في النقل عبر المحيطات. صارت بريطانيا مركز العالم في بناء السفن؛ نظرا لتفوقها في صناعة الحديد والهندسة. مثلت سفينة برونل «الغربي العظيم» (1838) علامة فارقة؛ حيث أظهرت أنه بإمكان سفينة أن تحمل فحما كافيا لعبور المحيط الأطلنطي، كما كانت السفينة «بريطانيا العظمى» (1843) التي صممها برونل أول سفينة تبنى من الحديد وتستخدم رفاصا بدلا من عجلات التبديل. استغرق الأمر نصف قرن حتى حل البخار محل الأشرعة تماما، ويرجع السبب في ذلك إلى أن السفن كانت لا بد وأن تحمل الفحم اللازم لإبحارها على متنها، وهو ما قلص كثيرا من وجود مساحة لنقل البضائع في الرحلات الطويلة، ومن ثم فقد كانت أولى الرحلات البحرية التي تتحول إلى استخدام البخار هي تلك التي تقطع مسافات قصيرة، ومع انخفاض استهلاك المحركات البخارية من الفحم، استطاعت السفن البخارية الإبحار لمسافات أطول باستخدام الكميات نفسها من الفحم، كما زادت المسافات التي كانت السفن تستطيع قطعها باستخدام البخار بدلا من الأشرعة. وكانت آخر الرحلات البحرية تحولا إلى السفن البخارية هي تلك التي تسافر بين الصين وبريطانيا؛ حيث كانت السفن السريعة ثلاثية الصواري لا تزال مستخدمة حتى نهاية القرن التاسع عشر.
تعتبر الطاقة البخارية مثالا على التكنولوجيا متعددة الاستخدامات؛ أي التي يمكن استخدامها لأغراض مختلفة، ومن أمثلة هذا النوع من التكنولوجيا أيضا الكهرباء والكمبيوتر. ويستغرق الأمر عقودا لتطوير إمكانات هذا النوع من التكنولوجيا، ومن ثم يتحقق إسهامها الفعلي في النمو الاقتصادي بعد فترة طويلة من اختراعها. وقد كان هذا هو الحال مع الطاقة البخارية؛ فحتى عام 1800؛ أي بعد حوالي قرن من اختراع نيوكومن، لم تكن الطاقة البخارية قد ساهمت سوى إسهام ضئيل في الاقتصاد البريطاني، ولكن بحلول منتصف القرن التاسع عشر، تحققت إمكانات الطاقة البخارية؛ حيث استخدمت بصورة واسعة في النقل والصناعة. يرجع تحقيق نصف معدلات النمو في إنتاجية العمالة في بريطانيا في منتصف القرن التاسع عشر إلى الطاقة البخارية، وتعتبر هذه الفائدة البعيدة المدى سببا مهما في استمرار النمو الاقتصادي طوال القرن، ويتمثل أحد الأسباب الأخرى في تحقيق النمو الاقتصادي في التطبيق المتزايد للعلوم في مجالات الصناعة، وهو ما سوف نتناوله في الفصل التالي.
الفصل الرابع
صعود الأثرياء
بين عامي 1815 و1870، انتقلت الثورة الصناعية من بريطانيا إلى القارة الأوروبية بنجاح كبير. لم تكتف دول أوروبا الغربية باللحاق بالدولة الرائدة، بل انضمت إليها أيضا في تكوين مجموعة من المبتكرين الذين سعوا معا إلى تطوير التكنولوجيا في العالم منذ ذلك الحين. بطبيعة الحال، تحولت أمريكا الشمالية إلى دولة صناعية في القرن التاسع عشر، ثم سرعان ما انضمت إلى نادي الابتكار، بل وأصبحت الولايات المتحدة رائدة العالم في التكنولوجيا، لكن يجب النظر إلى أدائها كأداء «الأول بين أقران متكافئين»، وهؤلاء يشملون دول أوروبا الغربية وبريطانيا.
أما التساؤل عما إذا كان نجاح دول أوروبا الغربية مفاجأة أم لا، فإن الإجابة عليه تعتمد على نظرة المرء إلى الثورة الصناعية. يرى بعض المؤرخين أن الثورة الصناعية كان من المحتمل أن تحدث في فرنسا أو ألمانيا مثلما حدثت في بريطانيا، ومن ثم فإن المشكلة الكبرى تتمثل في تفسير لماذا اندلعت الثورة الصناعية في أوروبا وليس في آسيا. بالنسبة لهؤلاء، كانت القارة الأوروبية ستتحول سريعا إلى التصنيع. ولكن يرى بعض المؤرخين الآخرين أنه ثمة اختلافات أساسية في طبيعة المؤسسات أو حوافز الإنتاج بين بريطانيا ودول القارة الأوروبية، وهو ما يتطلب تفسير تحول أوروبا الغربية إلى التصنيع.
يرى أصحاب النظرية المؤسساتية أن التطور في القارة الأوروبية في القرن الثامن عشر كان يحول دونه المؤسسات العتيقة. وقد محت الثورة الفرنسية هذه المؤسسات العتيقة، فلم تبق منها أثرا، وهي الثورة التي صدرت إلى معظم القارة الأوروبية من خلال جيوش الجمهورية ونابليون. ففي كل مكان غزته الجيوش الفرنسية، كان الفرنسيون يعيدون تشكيل أوروبا وفق الصورة الجديدة التي رسموها، والتي تشمل إلغاء العبودية ، والمساواة أمام القانون، ووضع نظام قانوني جديد (قانون نابليون)، ومصادرة الممتلكات الكنسية، وإقامة أسواق وطنية من خلال إلغاء التعريفات الداخلية وفرض تعريفات جمركية خارجية ، ووضع نظام ضريبي رشيد، وتوفير تعليم أساسي عام علماني، والتوسع في إقامة المدارس الثانوية والمعاهد الفنية والجامعات الحديثة، ودعم الجمعيات والثقافة العلمية. أجرت دول مثل بروسيا - التي هزمها نابليون لكنها لم تصبح جزءا من إمبراطوريته - عمليات تحديث لمؤسساتها. حالت حروب نابليون دون تحقق أثر فوري لهذه الإصلاحات، لكن بعد معركة ووترلو، صارت أوروبا مستعدة للانطلاق الصناعي.
يؤكد اتجاه آخر في التفسير على دور الحوافز الإنتاجية في تبني تكنولوجيا صناعية جديدة. أولا: كانت بداية بريطانيا المبكرة تعني أن المصنعين البريطانيين يستطيعون التفوق على نظرائهم في القارة الأوروبية. وثانيا: لم تكن تكنولوجيا الثورة الصناعية ملائمة لدول القارة الأوروبية؛ حيث كانت الأجور أقل وأسعار الطاقة أعلى بصورة عامة عنها في بريطانيا، ومن ثم تطلب التحول إلى التصنيع في القارة الأوروبية ابتكار التكنولوجيا الملائمة وتوفير حماية من المنافسة البريطانية أثناء حدوث ذلك.
Halaman tidak diketahui