Sejarah Perang Besar dalam Puisi
تاريخ الحرب الكبرى شعرا
Genre-genre
فقد رأيناها انجلت عن ثل عروش الاستبداد وخلع أنيار الاستعباد عن رقاب العباد، وهدم صروح الاستئثار بالسلطة الفردية، وتوسيع نطاق الحكومات النيابية، وأسفرت عن مشروع جمعية الأمم لواضع أساسه ورافع نبراسه الدكتور ولسن رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأميركية.
فهو بإجماع الناس كافة أعظم مشروع وضع لخير الإنسان وصلاح العمران، وقطع دابر الشر والعدوان. وإذا قدر له ما يستحقه من النجاح، وعم الجري على قواعده، والعمل بموجب مبادئه؛ قضى على سياسة الفتح والتدويخ، وأخمد أنفاس الروح العسكرية من الأرض، واستأصل شأفة الطموح إلى الغزوات وشن الغارات، ووقى العالم شرور الحروب، وأفاد في تحسين أحوال العمال بزيادة أجورهم وتقليل ساعات عملهم، وأنال الشعوب الصغيرة حقوقها المهضومة، بحيث يستقل القادر منها بإدارة شئونه، ويعطى القاصر حق اختيار الدولة التي يريدها لتعنى به وتشرف عليه حتى يبلغ أشده ويصير قادرا على تولي أمره بنفسه.
ومن نتائجها التي لا يصح السكوت عنها أن فن الطيران بلغ فيها من التقدم والارتقاء مبلغا أدهش العالم، فقد كان قبل نشوبها ضعيف النشأة، صغير الشأن، قليل الشيوع، ضيق المجال، ولكنه ما لبث أن أخذ يكبر فيها، وينمو ويقوى ويشتد ويتسع ويمتد، حتى صار له أكبر شأن في المنابأة والاستطلاع، والمهاجمة والمطاردة، وكان من أمضى الأسلحة التي استظهر بها الحلفاء على الألمان، واضطروهم إلى الإذعان والتسليم، ثم انصرف رجاله إلى إعداد المركبات الهوائية الكبيرة لحمل البريد ونقل الركاب، وقطع آلاف الأميال في بضعة أيام، والأمل أنه عما قليل يعين على تقصير المسافات المترامية، وتذليل المسالك المتعادية، فيسهل وصل الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، ولا يبقى من هذا القبيل حاجة في نفس يعقوب.
5
فإذا صحت هذه الأحلام - والأمل كل الأمل أنها تصح وتصدق - كانت أكبر عوض عن خسارة لا تعوض، وجاز القول إن الحرب كفرت عن بعض ما جنت، وإن الدماء الغزيرة التي أهرقت، والأموال الكثيرة التي أنفقت، والخراب الذي عم، والشقاء الذي طما سيله وطم؛ إن هذه كلها بذلت فدى، ولم تذهب سدى.
هذه الأمور على الخصوص هاجت بي الشعر، فنظمت القصائد الآتية في نشوب الحرب ووصف أشهر معاركها، وصدرت وصف كل معركة منها بذكر تاريخ حدوثها وخلاصة ما يهم القارئ أن يعرفه عنها. وفي أول الأمر جريت في حلبة النظم شوطا بعيدا في قصيدة على بحر واحد، بلغت أبياتها 221، أتيت فيها على وصف بضع عشرة معركة، ثم عدلت عن هذا الالتزام، وتنقلت في النظم من قصيدة إلى تخميس إلى موشح على أبحر مختلفة، وقواف متنوعة؛ توسعة لي في النظم، ووقاية للقارئ من ملل مطالعة شعر طويل على وتيرة واحدة.
وقد نظمت في سلك هذه القصائد موشحين وقصيدة في مناجاة لبنان وتحيته والحنين إليه، ووصفت فيها ما عاناه أهله من المصائب التي صبها الأتراك على سورية عموما ولبنان خصوصا.
وأدمجت فيها قصيدة «مصر والمصريون»؛ لأن مصر العزيزة اشتركت في هذه الحرب اشتراكا فعليا بمالها ورجالها، وكانت منذ نشوبها إلى الآن - كما كانت لمن أمها من الضيفان في سالف الأزمان - ملجأ أمينا لمنكوبي الحرب عموما والسوريين منهم خصوصا، فإليها رحلوا من كل صوب وحدب، وعند حكومتها السلطانية وأهلها الأجواد نزلوا على السعة والرحب؛ ولذلك وجب أن يقترن ذكر هذه الحرب بذكرهم. ويختم الخلاص منها بعد حمد الله بشكرهم، وعرفان الجميل أجمل عرفان، وذكر اليد فرض على لسان كل إنسان.
ولا أكتم القارئ أني كنت منذ نشوب الحرب واثقا كل الثقة بفوز الحلفاء، على رغم ظواهر تقدم الألمان واحتمال انتصارهم، حتى إني في هجومهم الأخير وعبورهم لنهر المارن صرحت بثقتي هذه في قصيدة نظمتها في 13 يوليو سنة 1918 لتدرج في مجلة المرآة المصورة في اليوم التالي؛ أي يوم عيد الجمهورية الفرنسوية، فقلت مخاطبا الحلفاء:
ما دامت الحرية الغرض الذي
Halaman tidak diketahui