Sejarah Perang Balkan Pertama: Antara Uthmaniyyah dan Persekutuan Balkan yang Terdiri dari Bulgaria, Serbia, Yunani, dan Montenegro
تاريخ حرب البلقان الأولى: بين الدولة العلية والاتحاد البلقاني المؤلف من البلغار والصرب واليونان والجبل الأسود
Genre-genre
سقوط مصطفى باشا
زحف الجيش البلغاري الثاني إلى جهات أدرنه من وادي مريج (مارتيزا) ومن الضفة اليمنى لطونجة، وتقدم بعض فرقه إلى جهة مصطفى باشا التي لم يكن فيها إلا حامية صغيرة فلم يجد إلا مقاومة ضعيفة، ثم تقهقر العثمانيون بسرعة؛ لأن القائد العثماني لم يكن يرغب في معركة كبيرة هناك، ولشدة سرعتهم في التقهقر فاتهم أن ينسفوا ثلاثة جسور كان نسفها مقررا من قبل، على أن بعض الجنود تنبه إلى الأمر فألهب موقدا واحدا من الديناميت الذي كان معدا لنسفها فلم يحدث إلا أضرارا قليلة، فدخل البلغاريون مصطفى باشا وهي أول أرض عثمانية وقعت في قبضتهم.
ولما طير القائد البلغاري خبر فتحها إلى ملكه انتقل إليها ومعه أركان حربه ونجلاه بوريس وسيريل، وكان من تقاليد البلغاريين القدماء أن ملكهم إذا دخل أرضا لعدوه بعد النصر، خطا الخطوة الأولى على الأسلحة التي غنمها جيشه، فأراد الملك فردينان أن يعيد تلك العادة بعد مئات من السنين. ولما وصل القطار به جيء ببندقية من بندقيات العثمانيين فوضعها تحت قدميه ووقف عليها نحو دقيقة من الزمن، وأبدل البلغاريون اسم مصطفى باشا فسموها «فرديناندوفو»، ثم دخل ملكهم تلك المدينة الصغيرة باحتفال كبير مشى فيه كبار رجالهم الدينيين بملابسهم المذهبة التي يزدانون بها في الحفلات الدينية الكبرى، وإنا كعثمانيين نذكر تلك الحفلة والأسف يملأ الصدر، وأشد ما يؤلم فيها أن الذين ساعدهم حسن الطالع فأقاموها لم يكونوا بالأمس إلا ولاية عثمانية بلغت ما بلغت من العزة والمنعة، بفضل الإصلاح الذي نشتاق إليه اشتياق الظماء إلى الماء والجياع إلى القصاع.
وبعد أن فتح البلغاريون مصطفى باشا أمر قائدهم باتباع العثمانيين المتقهقرين فزحفوا حثيثا على ضفتي نهر مريج (ماريتزا)، وحدثت معركة صغيرة في جرمن فازت فيها الجنود البلغارية.
وكان معظم الجيش البلغاري الثاني مستمرا على الزحف إلى جهة أدرنه، ولما وصلها أراد أن يفاجئ حصونها الغربية والجنوبية الغربية بهجمة قوية؛ لأن الخطوط الحديدية منشأة في تلك الجهة. وقد تباينت أقوال المراسلين في سبب تلك الهجمة، مع اعتقاد أركان حرب البلغار أن أدرنه محصنة أفضل تحصين فلا يمكن فتحها بهجمة أو عشر، ولكن الراجح ما ذكره الكولونل بوكابيل وهو أن الجنرال إيفانوف قال في نفسه: «إذا لم نفلح في الهجمات الأولى فإنها تعود علينا بشيء من النفع، لكونها تعد لنا المحل اللازم لوضع بطاريات الحصار الضخمة.» وليس ببعيد عن الصواب قول الموسيو رينيه بيو مراسل التان الحربي: وهو أن أركان حرب الجيش البلغاري الذين اهتموا أشد اهتمام بإخفاء الحركات الحربية، وأبوا على الجنود أن يكتبوا كلمة إلى أهلهم حتى لا يعرف أحد موضع إقامتهم، أرادوا أن يوهموا العثمانيين والصحافيين وغيرهم أنهم يريدون أخذ أدرنه عنوة في أوائل الحرب، ثم دلنا الواقع على أنهم أجلوا الهجوم الأكبر على أدرنه إلى ما بعد المعارك الفاصلة. فلندعهم حول أدرنه الآن ونلتفت إلى الجيش البلغاري الأول ثم إلى الجيش الثالث الموكلين بأخذ قرق كليسا من الجهة الشرقية. (4-3) معركة قرق كليسا
رعب حاميتها: المشاهد الأليمة
تقدم أن الجيش البلغاري الأول زحف إلى الوسط فيما بين الجيش الثاني الذي سار إلى جهة أدرنه، والجيش الثالث الذي قصد قرق كليسا، وكان غرض الجيش الأول على الأخص أن يعضد الجيش الثالث في أخذ قرق كليسا عنوة واقتدارا ولو كبرت خسارة البلغاريين؛ لأن الإبطاء يفسد عليهم خطتهم، ولكن مساعدته انحصرت في قتال جانب من العثمانيين ومنع كل صلة بين قرق كليسا وأدرنه، وكان الفوز حليفه في ذاك القتال ، ثم ذهب عدد عظيم منه إلى جهات أدرنه فانضم إلى الجيش الثاني.
أما الجيش الثالث المذكور فقد اجتاز الحدود العثمانية في 19 أكتوبر؛ أي بعد إعلان الحرب بيوم واحد، وكان مقسوما إلى أربعة أقسام؛ قسم الميمنة: الذي سار نحو أركلر، وقسمي القلب: اللذين اتجها نحو قرق كليسا، وقسم الميسرة: الذي زحف شرقي سترانجه طاغي.
وكان أول خط منيع للعثمانيين قائما على نحو 8 كيلومترات شمالي قرق كليسا، وهناك طرق وعرة تساعد على الدفاع، فبقي البلغاريون ثلاثة أيام (20 و21 و22 أكتوبر) حتى تمكنوا من صد الجنود العثمانية إلى الموقع نفسه.
ولما أقبلت ليلة 23-24 أكتوبر اشتدت الأمطار واكفهر وجه السماء، وما كانت الساعة الثامنة مساء حتى تقدمت
Halaman tidak diketahui