Sejarah Serangan Arab di Perancis, Switzerland, dan Itali dan Kepulauan Laut Mediterranean
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Genre-genre
فالمسلمون يسمون شهيدا كل من بذل دمه في سبيل الإسلام، كما أن المسيحيين يسمون شهيدا كل من مات لأجل النصرانية.
ثم إن الشرع الإسلامي يفرض على المسلمين أن يدعوا غير المسلمين إلى الإسلام، أو إلى دفع الجزية، وذلك قبل إعلان الجهاد ومباشرة الحرب ويجوز أن يكون قد حصل هذا الإعلان عند دخول العساكر الإسلامية إلى فرنسة ولكن الأهالي لم يجيبوا دعوة الإسلام فاضطر أمراء المسلمين إلى تجريد الحسام، وكان المسلمون في أوائل الفتح يتقلدون السيوف ويتأبطون الرماح ويتنكبون القسي، وكانوا كلهم متعممين، ثم إنهم بتغير الأوقات صاروا يتشبهون بالنصارى في أزيائهم وأسلحتهم، ويلبسون الدروع ويغوصون في الزرد وطالما كانوا يقتنون سيوف مدينة «بوردو» لشهرتها في ذلك الوقت، وتركت عساكرهم العمائم وصاروا يلبسون على رءوسهم الكمة الهندية، وكان أمراء الفرنسيس في كتلونية أهدوا الخليفة عشر أدراع سلافية ومائة سيف إفرنسي، وأنعم الخليفة على حاجبه يوم توليته إياه الوزارة بمائة فارس إفرنجي متقلدين السيوف والحراب غائصين في الحديد على رءوسهم الكمم الهندية، وبالاختصار كان المسلمون قد اقتدوا في شكتهم وأعلامهم وسروج خيولهم بأوربة المسيحية، ولكن بدون شك كانوا يسترجحون في التسلح جانب الخفة ، ويتجنبون السلاح الثقيل الذي كان يعول عليه الأوربيون.
8
أما الغنائم فكانت عبارة عن الحجارة النفيسة والنقود المضروبة والمنسوجات والأدوات والأسرى والسبي، وكان السبي أفضل جزء من الغنائم، وكان الأمير يستأثر بالخمس بحسب الشريعة، وينفقه في إعانة الفقراء وأبناء السبيل، وكان الباقي يوزع على الجند، وللفارس ضعفا ما للراجل، وكان يوجد دائما في ساقة الجيش تجار يشترون كل ما يقع في أيديهم من صامت وناطق.
أما الأسرى فليسوا كأسرى هذه الأيام، فكان المسيحي إذا وقع أسيرا كبلوه وإذا انتهت قسمة الغنائم عرف الأسير ذلك الرجل المسلم الذي خرج هو في نصيبه فيصير له مملوكا يتصرف به كيف شاء، ويصير هو وجميع ما يعمله ملكا لسيده، ويتوارثه الأبناء عن الآباء، ويعود أولاده أيضا أرقاء نظير والدهم، وإذا كان سيده غيورا على الإسلام عرض على ذلك الأسير المسيحي اتخاذ الإسلام دينا فإذا أسلم فقد يعتقه وإن لم يعتقه افتكه بعض الصالحين ومحبي الخير من المسلمين؛ لأن تحرير الرقاب هو من أفضل القربات عند المسلمين، وهو بعد تحريره يصير في المجتمع الإسلامي نظير سائر الأحرار ويبلغ من درجات العلياء ما يقسم له حظه ونصيبه ويطلق عليه اسم مولى وهو اسم يتضمن معنى السيد ومعنى المملوك معا، وهناك طبقة أخرى وهي طبقة العبيد الذين يعتقهم سادتهم ولكن على شرط أن يؤدوا إلى سادتهم شيئا معلوما كل سنة.
9
وإن كان الأسير المستعبد أبى أن يتحول عن دينه إلى الإسلام فقد كانوا يستعملونه في حرث الأرض أو في حمل الأثقال، وقد وجد مسيحيون كثيرون قبلوا الإسلام، وآخرون بقوا متمسكين بنصرانيتهم، وكلهم كانوا يمتازون بالخدمة وكان يعول عليهم في الحروب، وقد كان منهم كثير في الحرس الخاص للخلفاء والملوك لا سيما في قرطبة، ولم يكن أسرى المسيحيين الذين بقوا متمسكين بدينهم ليلبثوا عبيدا بدون أمل في الحرية، بل كان أمراء المسلمين وأغنياؤهم ممن يصير إليهم بعض هؤلاء الأسرى إذا وقعت لهم حوادث جاء التوفيق فيها لهم رفيقا أرادوا شكر الله تعالى على نعمته فحرروا من عندهم من الأسرى وسنة 997 علم المنصور بن أبي عامر بأن الله كتب لجنوده النصر في واقعة كبيرة في إفريقية فشكرا لله تعالى أسرع إلى تحرير ألف وثمانمائة أسير مسيحي من ذكور وإناث.
10
وكان المسيحيون يجمعون أموالا ويذهبون إلى إسبانية وإفريقية لافتكاك الأسارى، هذا يفتك أباه وهذا أخاه وهذا صديقه وهلم جرا، ومن هناك تأسست رهبانيات بقيت مدة قرون في أوربة لم يكن لها عمل إلا افتكاك الأسارى من بلاد المسلمين، وقد سجل التاريخ من مآثر هذه الجمعية ما هو فوق الوصف، ومن ذلك عمل إيزان رئيس دير القديس فيكتور في مرسيلية، الذي ذهب في سنة 1047 إلى الأندلس برغم ضعف جسمه وكثرة أمراضه، وأفتك عددا من أسارى المسيحيين وجاء بهم قاصدا فرنسة، فبينما هم في البحر هاجمهم قرصان فأخذوهم ووقعوا ثانية في الأسر، ورجع إيزان يسعى من جديد سعيا حثيثا ويذهب ويجيء حتى افتكهم مرة ثانية، وعندما جاء بهم إلى مرسيلية كان الضنى قد بلغ منه مبلغه فما وطئ أرض مرسيلية حتى مات دنفا.
وأما الرقيق من النساء فكن يشتغلن في قصور الأمراء وحرم الأغنياء ويساعدن زوجات الرجل الذي يملكهن، وإذا امتازت إحداهن بجمال أو قسام كانت تعلم وتهذب وتباع بثمن غال أو يتزوج بها مالكها وكثيرا ما كن يرسلن هدايا إلى الخلفاء والكبراء، وذلك كما حصل للأميرة «لمبيجية» ابنة أود دوق أكيتانية التي صارت إلى الخليفة في دمشق وإذا تزوج المسلم بأمة صارت بذلك حرة وكان أولادها أيضا أحرارا، ولم يكن فرق بينها وبين الزوجة التي هي حرة من الأصل، وإن كان ولد للرجل من جاريته أولاد، ولو لم يكن عقد نكاح، ورضي بأن يعترف بهم فإنهم يصيرون أحرارا وتصير أمهم حرة أيضا لكن مع بقائها تحت سلطة زوجها، ومثل هذه الجارية عند وفاة زوجها تتحرر تماما ويقال لها عندهم: أم ولد. وكانت قصور خلفاء دمشق وبغداد وقرطبة ملأى بالنساء اللائي يقال لهن: أم ولد. وكان أولاد هارون الرشيد، ما عدا واحدا فقط، كلهم أبناء جوار يقال للواحدة منهن: أم ولد. أما إذا كان الأب ولد له أولاد من جاريته ولم يرد أن يعترف بهم فإنهم يبقون هم وأمهم عبيدا.
Halaman tidak diketahui