Sejarah Serangan Arab di Perancis, Switzerland, dan Itali dan Kepulauan Laut Mediterranean
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Genre-genre
وأودية دوفيني، وكان المسلمون إذ ذاك محتلين البلاد الواقعة بين غاب
Gap
وإمبرون
Embrun
ومركزهم في الأعالي المشرفة على وادي دراك
Drac
بإزاء جسر أورسيير (ولا يزال هذا المكان معروفا إلى اليوم).
فلما وصل القديس مايول إلى ذيل الألب وجد هناك عددا كبيرا من الزوار القافلين من رومة والمسافرين قد علموا بمجيئه فانتظروه ليسيروا معه؛ إذ لم يكونوا يرجون أن تنتدح لهم فرصة خير من هذه لاجتياز جبال الألب، فتقدمت قافلة القديس وفيها هذا الجم الغفير، وما وصلوا إلى ضفاف الوادي سائرين في طريق منحصرة بين الجبل والنهر، حتى انهال عليهم العرب برشق من السهام من عل، وكان العرب نحوا من ألف مقاتل ولم يكن للمسيحيين مفر، فأحيط بهم ووقع أكثرهم في الأسر، وكان من جملة الأسرى القديس مايول، وقد جرح في يده وهو يذب عن أحد رفاقه؛ فسيق الأسرى إلى مكان على حدة، وكان أكثرهم فقراء لا يطمع الإنسان من ورائهم في مغنم فدنا العرب من القديس وسألوه عن درجة يساره، فأجابهم القديس بأنه من قوم أغنياء ولكنه خرج من جميع أملاكه ووقف نفسه على عبادة ربه وهو الآن راهب في دير ذي أملاك وأراض واسعة فتساوموا معه على فدية تبلغ ما يساوي ألف ليبرة من الفضة أو ثمانين ألف فرنك من المعاملة الحاضرة، وطلب العرب من القديس أن ينفذ رفيقه إلى دير كلوني ليحمل إليهم المال وضربوا له موعدا قالوا له: إن فات هذا الموعد ولم يروا المال فإنهم يقتلون القديس وسائر الأسرى فكتب القديس إلى الدير قائلا: إلى آباء كلوني والإخوان الذين فيه مايول المسكين أسير مكبل بالقيود ... إلخ. فلما وصل هذا الكتاب ارتفع البكاء والعويل من كل جانب وأسرعوا بجمع الأموال واستجادوا أكف ذوي الحمية وجردوا الكنيسة من زخرفها، وأرسلوا كل ما وقع في أيديهم من المال لفكاك القديس ومن معه من الأسرى، فوصل المال قبل انقضاء الأجل وأطلق المسلمون سراحهم.
وكان القديس في أثناء وقوعه في الأسر قد حاول أن يرشد المسلمين قائلا لهم: إن الذي يعتقدون به لا يقدر أن يخلصهم من العذاب ولا ينفعهم بشيء، فعندما سمعوا منه هذا الكلام هاجت حفيظتهم وشدوا وثاقه وصاروا به إلى أحد الكهوف وحبسوه فيه ثم إنهم عادوا فسكنوا ورجعوا إلى معاملته بالحسنى، وكان إذا اشتهى الطعام جاء أحدهم وغسل يديه وأصلح له طعاما شهيا ووضعه بين يديه بكل أدب، وكان مع القديس نسخة من التوراة، فجاء أحد المسلمين ومد يده إليها بدون احترام، فلامه رفاقه وقالوا له: إن هذا كتاب مقدس ونحن معاشر المسلمين نقدس جميع الكتب السماوية، وبهذه المناسبة قال أحد كتاب ذلك العصر: إن المسلمين يحترمون مثلنا أنبياء العهد القديم ويرون المسيح نبيا كبيرا وإنما يجعلونه على كل حال أصغر من محمد بقولهم: إن محمدا كان خاتم الرسل وهم يقولون: إن محمدا هو من سلالة إسماعيل بن إبراهيم.
وقد وقعت حادثة القديس مايول هذه في سنة 972 فصار لها دوي عظيم في الأقطار وضج لها المسيحيون الصغار والكبار وهبوا طالبين الأخذ بالثأر وكان في نواحي سيسترون
Halaman tidak diketahui