Sejarah Seni dan Gambar Terkenal
تاريخ الفنون وأشهر الصور
Genre-genre
وعاد إلى إنجلترا فلقي حظوة كبيرة بين الأغنياء الذين صاروا يتغالون في شراء صوره، إلا أن الحظ عاد فانقلب عليه حتى قضى سنيه الأخيرة وهو في فاقة بالغة إذ لم يكن ينال من الطعام سوى الخبز.
أما سبب نكبته فيرجع إلى أن الجمهور لم يداوم على طلب المناظر الريفية والطبيعية التي كان يرسمها، وأيضا إلى حادثة صغيرة حدثت له. فقد رسم منظرا من حدائق كيو وعرضه، فأراد الملك أن يشتريه. فبعث إليه اللورد بوت، وكان هذا اللورد من الإسكوتلانديين المتزمتين الذين لا يفهمون الفكاهة. فلما شرع يساومه في الثمن أجاب الرسام أن الثمن 60 جنيها لا ينزل عنه. واستكثر اللورد بوت هذا الثمن فأجاب الرسام مداعبا: «قل لجلالة الملك يدفع الثمن أقساطا».
واستكبر اللورد بوت هذه الكلمة وأنزل بالرسام غضب البلاط الذي استتبع أيضا غضب النبلاء. ولولا أن «ولسون» كان قد تعين أمينا لمكتبة «الأكاديمية الملوكية» بمرتب 50 جنيها في العام قبل أن يفوه بهذه الدعابة لهلك جوعا. ومات بعد فاقة مؤلمة سنة 1782 عند أقاربه في ويلز.
ومعظم الرسوم الباقية لولسون هي مناظر طبيعية لإنجلترا وإيطاليا. ولم يكن أثره مقصورا على أن جعل الرسوم الطبيعية محبوبة، بل هو جعل الريف الإنجليزي نفسه محبوبا بما أظهر فيه من محاسن يغفل عنها الزائر المتنزه، ولكنها تتضح في الرسم الذي تؤديه اليد الماهرة والخيال السامي.
وأعظم الثلاثة هو بلا شك «رينولدز» الذي ولد سنة 1723 في ميناء بليموث، وهناك عرضت له فرصة حسنة لزيارة إيطاليا. فقد نشأ الفتى يحب الرسم واتفق أن قبطان إحدى البوارج الراسية في تلك المياء رآه هناك وأحبه وأعجب برسومه وأفضى إليه الفتى بهواه في رؤية إيطاليا وكانت البارجة على وشك السفر إلى البحر المتوسط فعرض عليه القبطان أن ينقله إلى إيطاليا.
وهناك أخذ يدرس الرسوم المشهورة في رومية والبندقية وفلورنسا. ولما عاد إلى لندن أقام له مرسما عاش فيه عزب يقول عن نفسه إنه قد تزوج فنه. وكان أصم يعيش مع أخته وسائر قريباته. ولم يكن بيته يخلو من حلاوة الطفولة وجمال الصبا. ورسومه الخاصة بالطفولة مأخوذة من أعضاء أسرته. ولما تأسست «الأكاديمية الملوكية» تعين رئيسا لها. قال لوكاس: «لم يكن الناس يطلبون رينولدز إعجابا ببراعته في الرسم، بل حبا لمحادثته. ومع أنه لم يكن ينشد مصادقة الطبقة العالية فإنه كان يعرف قيمتها. وهناك من ذوي الأذهان السامية من صادقوه مثل: بورك، وجولد سمث، وجونسون، فكان منزله مركزا للمسامرة والأنسة».
ومن أحسن رسومه صورة «الآنسة بوت تمثل طائس». وطائس هذه هي الفتاة الإغريقية التي رافقت الإسكندر المقدوني في حروبه، فلما مات أخذها بطليموس الأول فولدت له ثلاثة أولاد. وصورته الثانية «الطفل صمويل» وقد جعلها رمزا لسذاجة الإيمان، وصورته «وقت السذاجة».
ومما يؤسف له أن «رينولدز» كان يحب من الألوان أزهاها وأنضرها، فكان يمزج أصباغه ببعض مستخرجات القار. ومن المعروف أن القار يذوب في الحر، كما يتضح لنا ذلك في الصيف في الشوارع المفروشة بالأسفلت، ولذلك فإن بعض رسومه تلفت واختلطت أصباغها.
وكان «رينولدز» قد فقد إحدى عينيه فحزن لذلك كثيرا في آخر أيامه، وبقي في خشية العمى إلى أن مات سنة 1792. وقد دفن باحتفال رسمي في كنيسة القديس بوليس أكبر كنائس لندن. وكان أديبا يجيد الكتابة كما يجيد الرسم. وله الآن كتاب يدعى «محاضرات عن الرسم» هو مجموعة المحاضرات السنوية التي كان يلقيها على طلبة «الأكاديمية».
الفصل السابع عشر
Halaman tidak diketahui