(ع) ان الناس يقولون ان القرآن نزل على سبعة أحرف فقال : كذبوا! انه نزل على حرف واحد من عند الواحد (1).
ومهما كان الحال فقد أجمع الشيعة على جواز القراءة بكل ما هو متداول بين القراء ، وان القرآن المتداول بين المسلمين هو المنزل من عند الله ، بلا زيادة أو نقصان ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كما تنص على ذلك كتبهم وكلمات علمائهم وأحاديث أئمتهم الصحيحة.
على ان أمر الخليفة بإحراق ما كان بين أيدي المسلمين من المصاحف ، كما جاء في رواية البخاري ، لا يتفق مع ما هو المجمع عليه بين المسلمين. ودلت عليه حتى نصوص القرآن وأحاديث الرسول ، من وجوب تعظيمه وتقديسة ، وحفظه من كل ما هو مشين بنظر الناس ، ولا شك ان إحراقه يتنافى مع تعظيمه على ان تلك المصاحف التي أمر بإحراقها ، كانت على عهد الرسول والشيخين ابي بكر وعمر مدة حياتهما ، وهما أحوط للدين وللإسلام من هذا الشيخ الذي انحرف عن سيرتهما في كثير من تصرفاته.
ولو فرض وجود اختلاف بين ما كتبه الأربعة الذين اختارهم الخليفة لجمع القرآن وكتابته ، وبين ما كان بين أيدي المسلمين قبل أن يقوم الخليفة بهذا العمل ، كما يمكن ان يكون ذلك من أحد الأسباب عند الخليفة وعند المؤيدين لهذا التصرف ، لكان على المسلمين ان ينكروا عليه هذا التصرف ، كما أنكروا عليه الكثير من تصرفاته ، لأن الصحف الأولى التي أحرقت بأمره ، قد جمعها زيد بن ثابت ، كما كتبت أيام الرسول ، وتداولها المسلمون في عهده فترة طويلة من حياته وأقرهم
Halaman 145