العالم أحمد بن أحمد العطشي الفيومي
هو الإمام الفاضل أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عامر الفيومي الشافعي، كان من أحد المتصدرين بجامع ابن طيلون، وكان له معرفة في الفقه والمعقول والأدب، وكان يخبر عن نفسه أنه يحفظ اثني عشر ألف بيت من شواهد العربية وغيرها، أخذ عن الأشياخ المتقدمين، وكان إنسانا حسنا، منور الوجه والشيبة، مات في سادس جمادى الثانية عن نيف وثمانين سنة بعد المئة والألف.
العالم الشيخ إبراهيم الفيومي
هو الإمام المحدث الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي المالكي، شيخ الجامع الأزهر، تفقه على الشيخ محمد بن عبد الله الخرشي، قرأ عليه الرسالة وشرحها، وكان معيدا له، وتلبس بالمشيخة بعد موت الشيخ محمد شنن، ومولده سنة اثنتين وستين وألف، وأخذ عن الشبراملسي والزرقاني والشهاب أحمد البشبيشي والجزائرلي الحنفي، وأخذ الحديث عن الشيخ يحيى الشاوي وعبد القادر الواطي، وعبد الرحمن الأجهوري، وإبراهيم البرماوي وآخرين، وله شرح على العزية في مجلدين. توفي سنة سبع وثلاثين ومئة وألف عن خمس وسبعين سنة.
العالم الشيخ سليمان الفيومي
هو الأستاذ الشيخ سليمان الفيومي المالكي، حفظ القرآن وجاور برواق الفيمة بالأزهر، ولازم الشيخ الصعيدي في أول مجاورته، فكان يمشي خلف حمار الشيخ وعليه دراعة من صوف وشملة صفراء، ثم حضر دروسه ودروس الشيخ الدردير واختلط مع المنشدين، وكان صوته حسنا، وكان يذهب معهم إلى بيوت الأعيان في الليالي، وينشد معهم ويقرأ الأعشار فيعجبون منه، ويكرمونه زيادة على غيره، ثم اجتمع على بعض الأمراء المعروفين بالبرقوقية من ذرية السلطان برقوق، وكانوا نظارا على أوقاف السلطان المذكور، فراج أمره، وكثرت معارفه بالأغوات الطواشية، فتوصل بهم إلى نساء الأمراء، وصار له زيادة قبول عندهن وعند أزواجهن، وصار يتوكل لهم في القضايا والدعاوى، وتجمل بالملابس وركب البغال.
وتزوج بامرأة بناحية قنطرة الأمير حسين، وسكن بدارها، وماتت وهي على ذمته فورثها، ثم لما مات الشيخ محمد العقاد تعين لمشيخة رواق الفيمة، وبنى له محمد بك المعروف بالمبدول دارا عظيمة بحارة عابدين، فاشتهر ذكره وعلا شأنه وطار صيته، وسافر في بعض مقتضيات الأمراء إلى دار السلطنة، ثم عاد إلى مصر فأقبلت عليه الهدايا من الأمراء والأعيان والأغوات والحريمات، واعتنوا بشأنه، وزوجته الست زليخا زوجة إبراهيم بك الكبير بنت عبد الله الرومي، فتصرف في أوقاف أبيها، وكان من ضمنها عزب البر تجاه رشيد فاشتهر بالبلاد البحرية والقبلية.
وكان كريم النفس جدا يجود بما عنده مع حسن المعاشرة والبشاشة والتواضع والمواساة للكبير والصغير والجليل والحقير، وطعامه مبذول للواردين، ومن أتى إلى منزله لحاجة أو زائرا لا يمكنه من الذهاب حتى يتغدى أو يتعشى، وإذا سأله أحد حاجة قضاها كائنة ما كانت، ومما اتفق مرارا أنه يركب من الصباح في قضاء حوائج الناس فلا يعود إلا بعد العشاء الأخيرة.
ثم حضر حسن باشا الجزائرلي إلى مصر، وارتحل الأمراء المصريون إلى الصعيد، وأحاط بدورهم، وطلب الأموال من نسائهم، وقبض على أولادهم، وأنزلهم في سوق المزاد، فالتجأ إليه الكثير من نساء الأمراء الكبار فأواهن واجتهد بنفسه في حمايتهن والرفق بهن مدة إقامة حسن باشا بمصر، وكذلك في إمارة إسماعيل بك، ثم لما رجع أزواجهن بعد الطاعون إلى إمارتهم ازداد عندهم قبولا، فكان يدخل بيت الأمير ويطلع محل الحريم ويجلس معهن ويكرمونه، ولم يزل على هذه الحالة إلى أن طرق الفرنسوية البلاد المصرية وأخرجوا منها الأمراء، وخرجت النساء من بيوتهن، وذهبن إليه أفواجا أفواجا حتى امتلأت داره وما حولها من الدور، وتصدى وتداخل في الفرنسوية ودافع عنهن، وأقمن بداره شهورا، وأخذ أمانا لكثير من الأمراء المصرية وأحضرهم إليها، وأحبته الفرنسوية وقبلت شفاعته، وقررته في رؤساء الديوان الذي رتبوه لإجراء الأحكام بين المسلمين.
ولما نظموا أمور القرى والبلدان المصرية على النسق الذي جعلوه ورتبوا على مشايخ كل بلدة شيخا ترجع أمور البلد ومشايخها إليه، فجعلوه شيخ المشايخ، وبقي على ذلك إلى أن انفضت أيامهم وحضرت العثمانية وهو في عداد العلماء والرءوس، وافر الحرمة، شهير الذكر.
Halaman tidak diketahui