إن التفاسير في الدنيا بلا عدد
وليس فيها لعمري مثل كشافي
إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته
فالجهل كالداء والكشاف كالشافي
وله نثر ينحو به نحو الصنعة والسجع، منه قوله في كتابه «الأطواق»: «استمسك بحبل مواخيك ما استمسك بأواخيك، واصحبه ما صحب الحق وأذعن، وحل مع أهله وظعن، فإن تنكرت أنحاؤه، ورشح بالباطل إناؤه، فتعوض عن صحبته وإن عوضت الشسع، وتصرف بحبله ولو أعطيت النسع.»
توفي الزمخشري بقصبة خوارزم ليلة 583ه، وله مؤلفات كثيرة منها: تفسير الكشاف، والفائق في غريب الحديث، وشرح كتاب سيبويه، وكتاب الجبال والأمكنة، وأساس البلاغة، وكتاب النموذج في النحو، والمفصل في النحو، وله «أعجب العجب في شرح لامية العرب»، وله ديوان شعر، وله غير هذا كثير، وذكر ياقوت طائفة من كتبه في معجمه، انظر 20-134 من معجم ياقوت. (16) أبو منصور الثعالبي
هو أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل النيسابوري الثعالبي، لقب بالثعالبي لأنه كان فراء بجلد الثعلب، وهو خاتمة مترسلي عصره، وأوسعهم مادة، وأكثرهم آثارا، وهو الذي ترجمهم وذكر أخبارهم، وله نظم حسن ونثر حسن، وله من الكتب ما يبعث العجب كثرة، وقد وصلنا منها نحو من أربعين كتابا، والكثير منها مطبوع متداول، ومن أشهر هذه الكتب «يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر» وهي تشمل أخبار شعراء المائة الرابعة للهجرة، وقد قسم الكلام فيها إلى أبواب باعتبار البلاد: فأفرد بابا لشعراء الشام، وبابا لشعراء مصر والمغرب، وآخر لشعراء الموصل، وآخر لشعراء البصرة، وآخر لشعراء بغداد وهكذا، وربما كان هو أول من نحا هذا المنحى في ترتيب الشعراء ... ويؤخذ عليه في كتابه هذا - وربما كان أشهر كتبه - أنه يكتفي بذكر بعض الأشعار للشاعر المترجم له ويغفل ذكر سنة الولادة والوفاة. ومن كتبه فقه اللغة، وهو معجم معنوي جمعت فيه المعاني المتقاربة أو المترابطة في باب واحد مع بيان الفرق بينها أو تدرجها أو تفرعها ... ومن كتبه: الكناية والتعريض في البلاغة، وسحر البلاغة، وغرر البلاغة وطرف البراعة، ومن غاب عنه المطرب، وثمار القلوب في المضاف والمنسوب وغيرها. وقد توفي سنة 429ه. (17) أبو منصور الجواليقي
أبو منصور موهوب بن أبي طاهر، أحمد بن محمد الجواليقي البغدادي، والجواليقي نسبة شاذة إلى عمل الجوالق وبيعها، توفي في بغداد سنة 539ه وله من العمر سبعون سنة، كان إماما للخليفة المقتفي يصلي به الصلوات الخمس. كان إماما في فنون الأدب، وكان مفخرة بغداد في عصره، صنف التصانيف الكثيرة، منها: شرح أدب الكاتب، والمعرب ولم يعمل في بابه أكبر منه، وتتمة درة الغواص وغير ذلك . وهو في اللغة أقدر منه في النحو، ويقولون إنه كان يختار فيه مسائل غريبة، وقد ألف في علم العروض كتابا لطيفا، ثم أخذ بمعرفة علم النجوم حتى أتقنه، ويقولون إن الذي قاده إلى هذا أن شابا سأله بيتين من الشعر ذكر فيهما الشمس والجوزاء والقوس، فآلى على نفسه ألا يجلس في حلقته حتى ينظر في علم النجوم ويعرف تسيير الشمس والقمر، فنظر في ذلك وحصل معرفته. وينسب للجواليقي شيء من الشعر، وهو على قلته يرينا أنه شعر العلماء لا شعر الشعراء المطبوعين. (18) الأصمعي
هو عبد الملك بن قريب، من قيس، والأصمعي كنيته نسبة إلى «الأصمع»، ولد بالبصرة عام 122ه وتوفي عام 213ه. انكب على التحصيل في البصرة، وأفاد من دروس الخليل وأبي عمرو عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء، وصار أتقن القوم وأعلمهم بالشعر وأحضرهم حفظا، وتتلمذ له تلاميذ اشتهروا فيما بعد، منهم: أبو الفضل الرياشي وأبو هاشم السجستاني وأبو سعيد السكري وغيرهم. وكانت له ذاكرة عجيبة وعت فروع المعرفة في عصره، كان متضلعا في لهجات العرب أهل الصحراء. قدم إلى بغداد في أيام الرشيد، وتزعم الحياة العقلية التي كان يحياها بلاط الخليفة، وترك بغداد إلى البصرة حاملا معه ما حصله من أسباب الثروة في بغداد. وحين ولي المأمون الخلافة بعد أخيه الأمين كان الأصمعي في البصرة، فبعث إليه يستقدمه إلى بغداد فاعتذر بضعفه وشيخوخته، فصار المأمون يأمر بجمع المشكل من المسائل ثم يسيرها إليه فيجيب عليها. وقد شهر الأصمعي بكثرة حفظه حتى قالوا إنه كان يحفظ 12000 أرجوزة، وحسبك على كثرة حفظه أن غالب مصنفي العرب يروون عنه، حتى إننا نستطيع أن نستخرج بعض كتبه مما رووه عنه. وهو لم يقتصر في مصنفاته على إيراد أبيات منفردة من الشعر أو قصائد منه بل روى دواوين كاملة، وإليه يرجع الفضل في جمع دواوين أكثر الشعراء الذين وصلتنا دواوينهم.
وللأصمعي مؤلفات كثيرة ذكر ابن النديم منها نيفا وأربعين كتابا، عرف منها: كتاب الفرس، وكتاب الأراجيز، وكتاب الميسر، وكتاب الغريب. وله من الكتب المطبوعة : الأصمعيات، ورجز العجاج، وكتاب أسماء الوحوش، وكتاب الإبل، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب الخيل، وكتاب الشاء، وكتاب الدارات، وكتاب الفرق، وكتاب النبات والشجر، وكتاب النخل والكرم، وكتاب الغريب. (19) خلف الأحمر
Halaman tidak diketahui