Kajian dalam Sejarah Sains di Kalangan Arab
بحوث في تاريخ العلوم عند العرب
Genre-genre
34 - وذلك أمر ضروري - لا يغني عن الاطلاع على كتب السابقين، وأصحاب الآراء وأهل الملل والنحل المستعملين لذلك و«تصيير ما هم فيه أسا يبنى عليه»
35
ونلاحظ أنه بالنسبة للمشكلة المطروحة للبحث فإن «ما هم فيه» رصيد معرفي سابق، ومن ناحية أخرى معطيات تجريبية عن موضوع البحث.
ثم يستأنف البيروني حديثه، ملما بقيم البحث المنهجي ونواميسه فيقول بشأن مسار البحث العلمي المقبل: «ثم قياس أقاويلهم وآرائهم في إثبات ذلك بعضها ببعض، بعد تنزيه النفس عن العوارض المردئة لأكثر الخلق والأسباب المعمية لصاحبها عن الحق، وهي كالعادة المألوفة والتعصب والتظافر واتباع الهوى والتغالب بالرئاسة، وأشباه ذلك.»
36
وبغير هذا الطريق لا يتأتى لنا نيل المطلوب ولو بعد العناء الشديد والجهد الجهيد بتعبيره، ثم يسرف في إيضاح الصعوبات التي تكبدها وهو يتحرى هذه القواعد المنهجية والجهود المضنية التي بذلها لتمحيص الأخبار المتضاربة ونفي الزائف منها.
فمن أجمل ما في البيروني أنه لم يقع في الهاوية التي وقع فيها ديكارت أو ابن خلدون مثلا، أولئك الذين تأتي مناهجهم في واد وأبحاثهم ذاتها في واد آخر. بل جاءت أبحاث البيروني خير تطبيق لمناهجه، فارتد هذا في قيمتها التي ساهمت في دفع حركة العلم إبان عصرها.
وقد وضع البيروني كتابه المذكور «الآثار الباقية عن القرون الخالية» في عام (390-391ه)، وهو في السابعة والعشرين من عمره ليحمل حماسة الشباب ورصانة العقلية المنهجية في آن واحد، وانصب موضوعه - كما أشرنا - على دراسة التقاويم عند الأمم القديمة، مركزا على قوانين بطليموس ومواصلا مساره، وكما أوضح مارتن بلسنر وهذا الكتاب أول عمل في الفكر العالمي يتضمن دراسة وصفية لحقب مختلفة من التقويم،
37
ولكن تطرق البيروني إلى الأعياد الدينية والأيام المشهورة، مما جعل الكتاب يحمل - بخلاف مضمونه الفلكي الهندسي - كنزا مذخورا في تاريخ وحضارات الشعوب الشرقية وأديانها ومأثوراتها، وكان هذا معهودا دائما من عالمنا.
Halaman tidak diketahui