Sejarah Ilmu Sastra
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Genre-genre
هم يحسدوني على موتي فوا أسفي
حتى على الموت لا أخلو من الحسد
فهذه القصيدة اشتملت على كثير من التشابيه وعلى شيء قليل من المعاني، وعلى شيء أقل من الإحساس، فشبه النقش الذي تنقشه الماشطة على يد العروس بطرق النمل، وهم ذاهبون لمساكنهم قطارا بجانب قطار، وبالبرد النازل على روضة البقل وبدرع الزرد، وبشرك الصيد؛ أي شبكته، وشبه الحاجب بالقوس، والأهداب بالنبل، والكبد بالهدف، وشبه الشعر الأسود على الصدغ بالعقرب وطرفه الملوي بالزبانة، وزبانتا العقرب قرناها، وشبه الخد بالجلنار وهو زهر الرمان وبالورد أيضا والثدي بالرمان، وشبه نفسه بالأسد، وشبهها هي بالشمس والظبي، وشبه دموعها باللؤلؤ وعينيها بالنرجس وأناملها المصبوغة بالحنا الأحمر بالعناب وأسنانها بالبرد، وردفها بالحزن وهو ما غلظ وارتفع من الأرض، ويسمى الرابية والكثيب أيضا.
وأما المعاني التي في هذه القصيدة فهي سؤاله الوصل وجوابها بالرد، وصبره وجلده على البعد ووفاه في الحب حتى لم يبق فيه رمق، فشفقت عليه وبكت وحزنت حزن الأخت لفقد أخيها والأم على ولدها، وأتت إليه تجري على عجل، وتعطفت عليه وأنعشته فحسده العوازل.
فأدباء العرب يستعذبون هذا الكلام المصنع المرصع، كما يستحسنون النقش على اليد والصبغ الأحمر على البنان، والفرق بين اليد البيضاء الطبيعية والأنامل المنظفة بالمبرد والمقص وبقية آلات التنظيف، وبين اليد المنقوش عليها نقشا وحشيا والأنامل المخضبة بالحناء لا يخفى على أهل النظر والذوق، والأمم المتوحشة لا يستحلون العرائس إلا إذا كثر على أجسادهن النقش والوشم ، وشرحت خدودهن وكسرت أسنانهن ليحصل فيها الفلج، وثقبت أنوفهن وشفاههن وآذانهن ليعلق فيها الأقراط والحلقات فهم يبدلون خلقة الله بما يرونه حسنا بحسب أذواقهم. وكذلك الأدباء يعدلون بالكلام عن السوق الطبيعي إلى تلك التشابيه والاستعارات، وإذا نظرت إلى مدحهم رأيته أيضا يدور حول طول النجاد، وكثرة الرماد كقوله:
طويل النجاد رفيع العماد
كثير الرماد إذا ما شتى
فهذا البيت يليق مدحا حقيقيا بشيخ قبيلة بدوية، أو بملك أمة متوحشة من أمم أواسط أفريقيا لا في كل ممدوح؛ وإذا مدح به ملك أمة لها حظ من الحضارة ينقلب المدح ذما، وهكذا يقال في بقية فنون الكلام وضروبه مثل الهجاء، والرثاء، والاستماحة، والشفاعة، والشكر، والاستعطاف، والافتخار، وبث الشكوى، والمواعظ، والحجج لا سيما الوصف وهو أعمها وأكثرها ضروبا، فإن كل فن من هذه الفنون يدور حول تشابيه معلومة، وأساليب مدرسية يندر فيها الإحساس الشخصي، والإنفعال النفسي؛ وإنما هي تقاليد يتبع فيها الخلف السلف.
ففيكتور هوكو، وأهل طريقته لا يرون شيئا من الحسن في هذه التشابيه والاستعارات المدرسية، ولا يستعذبون معنى من تلك المعاني التي ليست بطبيعية؛ بل يجدونها من المعاني السخيفة الغير المعقولة، خرج بها أصحابها عن الذوق السليم وعن دائرة الطبيعة، وشوهوا وجه الكلام بتلك الاستعارات كما سخموا وجه العروس وبدنها بالنقش والوشم والصبغ، ثم جاءوا يقولون: «نالت على يدها ما لم تنله يدي»، ورأينا في معرض بارنوم الذي يطوف به صاحبه مدن العالم القديم والجديد شخصا من المتوحشين وشم جميع بدنه فكان يتجلى أمام الناظرين، كأنه لابس ثوبا مبرقشا، والوشم هو أن يغرز الجسد بإبرة ثم يذر عليها النئور وهو النيلج (نبات النيلة)، وفي الحديث: لعن الله الواشمة والمستوشمة.
المدائح والمطربات
Halaman tidak diketahui