============================================================
و بلغ من ذلك ان يتبين الامحال التي تأتي في الدنيا الشاملة لها التي أصابتها، بعد انداره بها الى عدد من السنين حدها وأحل وقتها، وأعد لها من الذخرة ما عم به أهل مصر وواسى بها جميع مدائن الشام عند نفاد آقواتها وفناء حكرها. وكان قدره فى علم التجارب والاستدلال على الغيب. لعن الله هذه القولة ومن قالها. فورث اسلقصال عنه ولده موسى ، واشبهه ليس في الحكمة والعلم فقط، بل في جمال الصورة ووسامة المنظر (وكان) آهل مصر أصابتهم في زمانه علة الجرب والحكة . وكان موسى ممت أصابه ذلك فآجمع حكماء مصر على نفي كل من ظهر عليه ذلك الداء كيلأ يعدي عامتهم ويشمل جماعتهم فكان هذا وجه خروج موسى من مصر. هكذا بصف يشتنش قال هروشيوش: وفيا حكاه موسى النبي عن نفسه في كتب التوراة ما يدل عند أهل المعرفة على ان هؤلاء المجوس إنما حرفوا خبره عمدا وحكاه على ما يشاكل إثبات امر أوثانهم إذ كان اقرارهم بخبره صحيحا لو آتوا به نقضا عليهم وإبطالا لسنتهم. أرض مصر شاهدة بخبره، التي صار خمس غلاتها من ذلك الوقت لسلطانها إلى اليوم. وهكذا خبره ، لا كما قالوا.
كان هذا الجوع بأرض مصر إذ كان ملكها رجل يسمى امشيش لعاصسه] من الفراعنة. وكان يومئذ سلطان السريانيين ((1) باليوس قدa1e) وسلطان الغريقيين إلى رجل يدعى ابيس [15ه]. وكانت سنو الشبع سبعا، وكانت سنو الجوع بدها سبعا فخلص يوسف - بجمعد الطعام حينثذ في وقت هوانه - جميع أهل البلد، ويدل في ذلك لله ما كان يجب عليه ، ولفرعون ما كان يساكله. فاشترى يوسف يومتذ من الناس أرضهم ودوابهم وأغنامهم وأبقارهم وأنفسهم على ان يكون خمس غلتها للسملطان. فما آشنع هذا ان يكون أهل مصر على جميل صنع يوسف فيهم بتخليصه اياهم ويحملون على آولاده من عاجل ما حملوه على بني إسرائيل في زمان موسى بن عمران من التسخير المسرف والعمل المفرط والذل المجاوز: واذ قد صح أن ذلك كان، فليس بعجب اليم ان يكون آهل رومة على تحو ذلك المذهب: يوبخون المنحة المسيحية ويحجدون المثة عليهم بها، وإن كانوا (1) تافص في المخطوطة (أو الترجمه) وأضفتاه حسب اللاتيني م1 ف4 بند 10.
Halaman 101