Sejarah Ringkas Basra
مختصر تاريخ البصرة
Genre-genre
وبقيت ولاية البصرة تنتقل من وزير إلى آخر كلهم من الأتراك العثمانيين من سنة 1124ه إلى سنة 1156ه، ولم يحدث فيها في هذه المدة غير تبديل الولاة وبعض الحوادث الطفيفة بين القبائل العربية تارة وبينهم وبين الولاة أخرى مما لا أهمية له. (7) إغارة نادر شاه على البصرة
عندما خلع الشاه عباس الثالث الصفوي وتوصل القائد الفارسي نادر خان إلى الجلوس إلى عرش إيران وقرض الدولة الصفوية، وأعلن ملوكيته في سنة 1148ه وسمي نادر شاه، ولقب نفسه بطهماسب الثالث؛ طمع بالعراق، فأشهر الحرب على الدولة العثمانية، فأغار على البصرة والقورنة في سنة 1156ه، ثم توغل في البلاد الفراتية، ووصل الحلة، ثم حاصر بغداد في عهد الوزير أحمد باشا، فلم يتمكن من أخذها، وظلت الحرب بينه وبين الأتراك إلى سنة 1159ه، فتم الصلح بينه وبينهم، ولم نقف على تفاصيل هذه الغارة على البصرة، والظاهر أنه لم يدخل المدينة.
وظل العثمانيون بعد هذه الحادثة يولون على البصرة متسلما بعد متسلم إلى سنة 1188ه، ولم يحدث فيها في هذه الأعوام الطوال شيء يستحق الذكر سوى ثلاثة حوادث؛ الأولى: ثورة أمير قشعم محمد بن مانع في سنة 1137ه، فأخضعه والي البصرة عبد الرحمن باشا، ثم عفا عنه وأمنه بعد أن أخذ منه أموالا كثيرة، والثانية: هجرة الشيخ سليمان رئيس قبيلة بني كعب، والتجاؤه بكريم خان الزندي في سنة 1178ه، فأسكنه مع قبيلته بأرض الدورق، وصار تابعا للفرس بعدما كان تابعا للدولة العثمانية؛ بسبب ما قاساه من ظلم والي بغداد عمر باشا، والثالثة: صدور أمر والي بغداد عمر باشا إلى متسلم البصرة سلام أغاسي محمد أغا بقتل جماعة من الوجوه، وبمصادرة أموال بعض القبائل؛ مما سبب الاختلال بالبصرة. (8) استيلاء كريم خان الزندي على البصرة
كانت أحوال البصرة مضطربة جدا في عهد والي بغداد عمر باشا، في الوقت الذي كان فيه أمر كريم خان الزندي المتغلب على مملكة إيران قد قوي، فاغتنم فرصة ذلك الاضطراب، فأعلن الحرب على العثمانيين، وأرسل أخاه صادق خان بجيش كبير في أواخر سنة 1188ه، فحاصر البصرة ومعه الشيخ سليمان رئيس بني كعب بقبائله، وعلى البصرة يومئذ متسلما سليمان بك أحد المماليك الأتراك المعروف بأبي سعيد الذي تولى إمارتها في سنة 1182ه، فدام الحصار ثلاثة عشر شهرا في عهد السلطان عبد الحميد الأول حتى اضطر المتسلم سليمان بك بعد الدفاع الطويل إلى التسليم في سنة 1190ه، «وسبب ذلك تقاعد والي بغداد عمر باشا عن نصرته، مع أن السلطان كان قد أرسل نجدة ومالا لصد الفرس، وأرسل جماعة من القواد الكبار إلى بغداد؛ ليجهزوا الجيوش، فطمعوا بالمناصب والأموال، وتقاعدوا عن أمر البصرة، ثم حدثت بينهم فتن عديدة مما لا محل لذكرها في هذا المختصر، على أن المنتفكيين كانوا قد جاءوا نجدة للبصريين، وقاتلوا معهم، ولكنهم لما طال أمد الحصار رجعوا إلى مواطنهم.»
ولما دخل صادق خان البصرة بعد أن أمن المتسلم والوجوه أسر المتسلم وجماعة من الأشراف والأعيان والتجار، وساقهم مخفورين إلى شيراز عاصمة أخيه كريم خان، واضطهد الأهلين حتى إذا ما كانت سنة 1192ه حدثته نفسه بالاستيلاء على بلاد المنتفك، فجهز جيشا كبيرا فسيره بقيادة أخيه محمد علي خان، وعلى المنتفك يومئذ الأميران ثامر بن سعدون وثويني بن عبد الله. فبلغ ذلك المنتفكيين فاستعدوا للقتال، واجتمعوا بالفصيلة - ويروى الفضيلة - قرب الفرات، فالتقى الجيشان، فاستمرت الحرب يوما وليلة، وكانت حرب عنيفة، فانجلت عن انهزام الفرس أشنع هزيمة بعد أن قتل منهم عدد كبير، فلحق المنتفكيون المنهزمين وطاردوهم، فغرق عدد كثير من الفرس في الفرات، وغنم المنتفكيون أموالهم وخيولهم، وعادوا منصورين إلى مواطنهم.
أما صادق خان فإنه حنق على المنتفكيين حنقا شديدا عند وصول شراذم جيشه المنهزمين، وصمم على الانتقام منهم، فجهز في سنة 1193ه جيشا جديدا لغزوهم، وسيره بقيادة محمد علي خان أيضا، وأرسل معه أخاه الآخر مهدي خان والشيخ سليمان رئيس بني كعب بقبائله العربية القحطانية. فبلغ خبر تلك الحملة المنتفكيين، فاستعدوا للحرب، فالتقى الجمعان بأبي حلانة، فأراد المنتفكيون الصلح عندما شاهدوا كثرة العدد والعدد، غير أن نفوسهم أبت قبول الشروط التي شرطها القائد الفارسي، ففضلوا الموت على الذل، فجرت بين الفريقين حرب دموية هائلة استمات فيها العرب، فهجموا هجمات عنيفة لم يسمع بمثلها؛ فانتهت الحرب بتمزيق الجيش الفارسي، ووقوع القائد محمد علي خان وأخيه مهدي خان قتيلين مع من قتل من الفرس، فانهزم من بقي منهم، فطاردهم العرب، ولحقوا فلولهم إلى البصرة، وهناك حاصروهم فيها بعد أن غنموا منهم أموالا وسلاحا وخيلا، واتفق في أثناء ذلك موت كريم خان الزندي، ووصول نعيه إلى البصرة.
فلما دخل المنهزمون من الفرس البصرة، وحاصر العرب المدينة حتى ضيقوا على حاميتها؛ خاف صادق على نفسه من أن يمد والي بغداد المنتفكيين فيقع في الأسر، وقد أصبح بعد موت أخيه وحيدا لا ناصر له خصوصا وأن زكي خان كان قد تغلب على عرش إيران، فانهزم من البصرة ليلا بأتباعه في السنة نفسها - 1193 - فدخلها المنتفكيون، وكتبوا بذلك إلى حكومة بغداد، وعلى ولايتها يومئذ الكتخدا إسماعيل بك وكيلا، فأرسل إلى البصرة متسلما نعمان بك، وانتهت هذه الحادثة بعد أن دام حكم الفرس بالبصرة نحوا من ثلاث سنوات.
تسلم نعمان بك متسلمية البصرة، وعلى أثر وصوله أطلق الفرس الأسراء ومن جملتهم سليمان بك المتسلم، فأرجعه السلطان إلى منصبه بعد أيام قليلة، ثم وجه إليه بعد أشهر ولاية العراق، فعرف بالوزير سليمان باشا الكبير، وبعد وصوله بغداد بأيام أرسل سليمان أفندي متسلما للبصرة في سنة 1194ه.
وفي أيام سليمان أفندي المتسلم في سنة 1199ه ثار أمير خزاعة حمد بن حمود على الحكومة، فشن الغارات على أطراف البصرة، فاستنجد المتسلم بسليمان باشا، فجهز له جيشا كبيرا، فالتقى الجيش بالثائر في الأهواز، فانتصر عليه، وفرق جموعه، وفر حمود إلى الحسكة، وعلى أثر ذلك عزل سليمان أفندي في سنة 1200ه، وأرسل بدله من بغداد إبراهيم بك متسلما على البصرة. (9) استيلاء المنتفكيين على البصرة
كان قد خرج على حكومة بغداد رجل يدعى عجم محمد، فجمع الجموع من أهل البلاد والقبائل، فقاتله الوزير سليمان باشا حتى مزق جموعه، فتلاه سليمان بك الشاوي، فثار أيضا على الوزير طمعا في منصبه، وحاول - على ما ينقل - تأسيس دولة عربية في العراق، ولكنه فشل وتمزقت جموعه، فالتجأ بأمير المنتفك ثويني بن عبد الله، كما التجأ عجم محمد بأمير خزاعة حمد بن حمود، فأغرى كل منهما صاحبه على الثورة، فاتفق الجميع على قتال سليمان باشا وخلعه من ولاية العراق، فاجتمعوا وأعلنوا الخروج، فحملوا على البصرة وزعيمهم أمير المنتفك ثويني، ولكن كل من الأربعة يريد الولاية لنفسه. فهجموا على البصرة في أواسط سنة 1200ه، وبعد حرب طفيفة استولوا عليها، وقبضوا على متسلمها إبراهيم بك فحبسوه، وصادروا أمواله، ثم نفوه إلى مسقط، وصادروا أموال أكثر التجار، وجبوا الرسوم والضرائب، وضيقوا على الناس حتى اضطر أكثرهم إلى الهجرة إلى بغداد وغيرها.
Halaman tidak diketahui