============================================================
باب في ذكر ولد إيراهيم من بعده (1) وما كان من شأنهم كان إسماعيل عليه السلام بكر إبراهيم وقد ذكرنا أنه تزوج السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي فولدت له أولادا ويقال كان ولده اثني عشر رجلا وكان أكبرهم نابت بن اسماعيل ويقال نبت ومنهم قيدار بن إسماعيل وبعض الناس يقولون نابت بن قيدار وأكثر ولد إسماعيل بمكة وروت الرواة أن إسماعيل خرج إلى الشام حين توفي إبراهيم وزار قبره وقاسم إخوته ميراث آبيه، ثم رجع إلى مكة ويقال: بل كان إبراهيم بعث نصيبه من ماله إليه قبل وفاته، والله أعلم، ثم إن إسماعيل عاش مائة وسبعا وثلاثين سنة وتوفي فدفن في الحجر عند قبر أمه هاجر وانتشر ولد إسماعيل بمكة إلا أن النيار(2) يزعمون العرب العربانية هم من ولد بنت بن إسماعيل انتشروا في الأرض فكانوا لا يأتون بلدا إلا غلبوا أهله، وكانوا متمسكين بالحنفية دين إبراهيم وإسماعيل وبشريعتهما لآن إسماعيل كان على شريعة إبراهيم وكانت تلك الشريعة لازمة لولده وأنهم نفوا العماليق من مكة وكانت جزهم أخوالهم لا ينازعونهم في ولاية البيت لقرابتهم حتى مضت على ذلك قرون ثم إنهم غيروا دين آبائهم وكان سبب ذلك آنهم كانوا ينتشرون في البلاد حين ضاقت عليهم مكة فكان لا يسافر منهم أحد إلا احتمل معه من حجارة الحرم حيث ما نزلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعية ثم كان عقبهم بعد ذلك يطوفون بكل حجر يستحسنونه ونسوا ما كانوا عليه واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل وعبدوا الأوثان، إلا آنهم كانوا متمسكين ببعض شرائع إبراهيم من مناسك الحج وتعظيم الحرم والبيت ويقال (1) ينظر تفاصيل هذا الباب في الثعلبي - العرائس ص 59، ابن كثير - البداية والنهاية 255/1، ذكر ابن كثير: بأنه تزوج الثالثة قنطورا بنت يقطن الكنعانية فولدت له ستة: مدين وزمران وسرخ، وبقشان، ونشق، ولم يسم السادس، وكذا في الطبري 295/1 وبدل سورج، شورخ وفي ابن كثير: البداية والنهاية 256/1: ثم تزوج يعدها حجون بنت أمين: فولدت له خمسة: كيسان، وسورح، واميم، ولوطان، ونافس (2) النيار: بالكسر، والتخفيف، أطم تيار بالمدينة وهو من بيوت بني مجدعة من الأنصار عن الزهري: ياقوت الحموي- معجم البلدان 329/5.
Halaman 97