============================================================
ذكر ذي القرنين الأرض [الكهف: الآيتان 93، 94] فقال لهم: ومن يأجوج ومأجوج؟ فأشاروا له إلى جبلين، وقالوا: إن بين هذين الجبلين السدين اللذين ذكرهما خلق كثير فيه شبه من الإنس وشبه من السباع ويأكلون حشرات الأرض كلها ولا ينمو خلق مثل نمائهم ولو بقوا مدة على ما تراهم غلبة من الزيادة ليملؤن الأرض وليجلان عنها أهلها ونحن نتوقعهم ساعة فهل نجعل لك خرحا على أن بحعل بيننا وتتيهم سدا} [الكهف: الآية 94) قال: إني لا أريد منكم جعله، ولما مكنى فيه رتى خير فأعينونى بقوز [الكهف: الآية 95] أي بعدة أسألكموها ف أجعل بينكز وينهم} [الكهف: الآية 95] سذا و رتما) [الكهف: الآية 95] لا يجاوزونه إليكم ثم أمرهم بجمع الصخر من الحديد والنحاس وألانها فانطلق نحو بلاد يأجوج فحين رفع إليهم وجدهم قوما على مقدار نصف الرجل المربوع ويقال كان أطولهم ذراغا ونحوه ومنهم مثل الشبر ولهم أتياب مثل أنياب السباع ومخاليب في موضع الأظفار وعليهم شعور تواري أجسادهم ولكل واحد منهم أذنان عظيمتان على إحداهما وبر وعلى الأخرى زغث فيصيف في إحداهما وهي التي عليها الزغب ويستوفي الأخرى وهي التي عليها الوبر وهم يعلمون تقارب آجالهم وذلك أته لا يموت منهم ميت حتى يولد له ألف ولد فإذا كان كذلك أيقن بالموت وهم يرزقون التنين في أيام الربيع ويستمطرونه كما يستمطر الغيث فإذا مطروا بذلك أكلوا فخصبوا وسمنوا ودرت عليهم الأناث وشبقت عليهم الذكور، وإذا لم يمطروا ذلك جلبوا وهزلوا وهم يتداعون تداعي الحمام ويعوون عواء الذثاب ويتسافدون حيث التقوا كالبهائم فلما عاين أمرهم ذو القرنين انصرف عنهم إلى ما بين الصدفين وهم الجبلان اللذان بينهما طريق المخرج من أرضهم فقاس ما بينهما فوجد بعد ما بينهما مائة فرسخ فلما أتشأ في عمله حفر له أساسا وجعل عرضه فيما يروى خمسين ميلا ثم حشاه بالعخور وجعل مكان الطين النحاس المذاب حتى كاد كأنه غرق من جبل تحت الأرض ثم إنه علاه بزبر الحديد فجعل يصف صفا من زبر الحديد مكان اللبن ثم صف فوقه صفا من نحاس ثم صف من زبر الحديد ثم صف من نحاس إلى ما أراد من ارتفاعه وهو قوله عز وجل: حت إذا ساوى بئن الصدفين قال أنفخوا حقك إذا جعله نارا (الكهف: الآية 96] فأمر فوضعت عليه المنافيخ وقد حفها بالحطب فنفخ عليها حتى ذاب النحاس وحمي الحديد فاختلط بعضها ببعض وصار كالبناء المرصوص ثم نظر من حيث ما رأى فيه خلالا فأفرغ فيه النحاس المذاب فذلك قوله تعالى: قال ماثوني أفغ عليه قطرا فما أسطلعوا أن يظهروه) ([الكهف: الآيتان 96، 97] يعني يرتقوه وما أستطلعوا له قا (الكهف: الآية 97] وحبس يأجوج ومأجوج بهذا السد عن دخول البلاد وذكر أنه شذ منهم قدر عشرة أنفس أو أقل أو أكثر، فأخبر ذو القرنين فقال: اتركوهم فسموا الترك
Halaman 355