============================================================
ذكر داود عليه الثلام أحضرتهم كلهم، قال: إن الله تعالى يخبرني أن لك ابتا آخر فقال إنه ليس يعبأ به فقال: احضره فأحضره وروي عن الحسن أنه كان بداود قصر وزرق وقرع في ناحية من رأسه فأحضر وعليه خلق من الثياب فاستدناه إشموئيل ودعا له ووضع القرن على رأسه ففاض كما ذكره الله تعالى له فقال لإيشا: احتفظ بابنك هذا واستوص به خيرا شأنا، وروي أن ايشا قال لإشموئيل قد بقي له ابن وهو أصغرهم وبه قصر وزرق وقرع وأنا أستحي أن أحضره بين الناس وهو يكون في الغنم فسأله عن موضعه فخرج شموئيل نحو داود وكان هنالك واد بين داود وبين مراح غنمه فوجده شموئيل وقد سال الوادي بالماء الكثير، فرآى داود يأخذ شاتين ويخوض بهما الوادي فلا يضره الماء فقال شموئيل إن كان أحد من الناس ممن وصف لي فهو هذا، فإني آراه يرحم البهائم فهو بالناس آرحم، ثم إنه سلم عليه ودعا له ووضع القرن على رأسه فظهرت العلامة وكان الله تعالى قد أخبره أن معك درعا فمن لبسها وساواها لم يطل عليه ولم يقصر فهو ملك بني إسرائيل فألبس شموئيل درعه داود فساوته ثم إن شموئيل سأل داود فقال: يا ابن آخي هل رأيت في هذه الأيام أمرا أعجبك قال: نعم، قال: وما هو؟ قال: بينما أنا أمشي إذ مررت بأحجار فنادتني وقلن خذنا يا داود فقاتل بنا جالوت واني آخذتهن وطرحتهن في مخلاتي فسمعت تقول إحداهن أنا حجر هارون الذي قتل بي ملك كذا، وقال آخر: أنا حجر موسى الذي قتل بي عدوه فلانا وقال الثالث: أنا حجر داود الذي يقتل بي جالوت فقال له الحجر: إنا يا داود نحن عون لك على قتله فصرن حجرا واحذا ثم ناداني الحجر وقال لي: إذا لقيت جالوت فاقذفه بي فإني أستعين على هلاكه بالريح فلما قص داود على شموئيل قصته قال له: أبشر فإنك قاتل جالوت، وإن الله تعالى يعطيك ملك بني إسرائيل والنبوة فاكتم أمرك إلى أن يبلغ بك القدر وقته وانصرف عنا شموئيل، وفي رواية أخرى فلما خرج طالوت الى حرب جالوت خرج معه ايشا وبنوه وخلف ابنه داود في آهله يرعاهم ويأتيهم بطعامهم وفي رواية أخرى أنه أزبينه مع طالوت قال بينما داود في غنمه إذ سمع نداء يا داود أنت قاتل جالوت فما تصنع ههنا استودع غنمك ربك والحق بإخوتك فاستودع غنمه ربه وخرج حتى أتى أباه فقال له: ما جاء بك يا بني قال: جئت ألحق بإخوتي فأنظر ما حالهم ولم يخبر آباه بما سمع من النداء، وكان آيوه قد صنع زادا لإخوته فقال له: انطلق يا بني بالزاد إلى إخوتك وانظر ما حالهم وعجل الانصراف إلى غنمك فخرج داود إلى اخوته ومعه عصاه ومخلاته وقذافته فبينما هو يمشي إذ ناداه حجر فقال احملني فأنا حجر اسحلق الذي قتل بي فلان، وأنا أقتل جالوت وحمله في مخلاته ثم مضى بحجر آخر فناداه وقال: يا داود احملني فأنا حجر يعقوب الذي قتل بي كذا وكذا، وأنا أقتل جالوت فحمله في مخلاته ثم مر بحجر ثالث فناداه احملني يا داود أنا حجر إبراهيم الذي قتل بي
Halaman 234