============================================================
ذكر بوسف عليه السلام فؤادي قال: إذا تغل يدي في التار، قالت: قد فرشت لك فرش الديباج والحرير قم فنم عليها معي، قال: أخاف أن يفرش فرش النار تحتي قال: أدخل معي في الستر، قال: لا شيء يسترني عن ربي قالت: يا يوسف أهلكتني وأمرضتني قال الشيطان أعانك علي فتنتي قالت: يا يوسف إن لم تطعني سلمتك للمعذبين فيعذبونك كما تعذبني، قال: إذا يكفيني ربي شرهم قالت: يا يوسف لأي شيء تمتنع عني قال: بحق إللهي الذي في السماء وبحق سيدي الذي اكرم مثواي، قالت: أما إللهك الذي في السماء فإن مالي لا يحصى فأعطيك حتى تتصدق به في رضاء ربك ليرضى عنك وأما سيدك فاني أريحك منه بشربة سم يتفتت لحمه وجلده وأقبره بين يديك، قال يوسف: وما عذرك وعذري بين يدي رتي؟ قال: فما زالت تخدعه وتتلطف له ويوسف لا ينظر إليها ولكن كلما نظر إلى ناحية دارها التي فيها صورتها حتى وقع الهم في قلبه، قال الله تعالى: ولقد همت بو رهم بها لؤلا أن رما برهن ريو} (يوسف: الآية 24]، قال بعض المفسرين ويروى عن ابن عباس آنه حل تكتة وجلس منها مجلس الخائن لكن لا تصح هذه الرواية وكيف والله يقول كذلك: {لنصرف عنه الشره والفحشاء) (يوسف: الآية 24] وأي شيء أفحش من هذا وقد ذكرنا أقاويل الناس في هذه الآية في معاني القرآن ومعنى الآية عند مشايخنا أنها همت به هم الزنا وهو هم بها هم حديث النفس، ولم يجاوز ذلك وقوله: {لولا أن رها برهن ري} (يوسف: الآية 24) قد كثر الناس فيه فقال قوم: إنه رأى جبرائيل فقال له: يا يوسف الاسم في ديوان الصدقين والفعل فعل الفاسقين، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن البرهان أن نودي يا يوسف لا تكن كالطير له ريش، وإذا زنى سقط ريشه، فلا يقدر على النهوض وقيل إنه رأى صورة يعقوب عاضا على أنامله وكذلك كان يزجره في صباه حين كان يقصده يوسف، وقيل رأى مكتوبا على الجدار، ويقال: لا بل على كف خرج من الجدار ولا تقربوا الزنا إند كان فحية ومقتا وساء سبيلا} [النساء: الآية 22] وقيل رأى صورة يعقوب ثم دفعه في صدره فخرجت شهوته من أنامل قدميه، وقيل: إن المرأة ألقت ثوبا على وجه صنم لها في البيت، قال يوسف: ما بالك؟ قالت: أستحي منه، فقال يوسف: أنا أحق أن أستحي من ربي وعلى كل حال رأى أمرا صرفه الله بسببه عن الفاحشة وكذلك قال: كذلك لنضرف عنه السوه والفحشاء) [يوسف: الآية 24) والله أعلم بحقيقة ذلك البرهان، ثم إن يوسف ولى هاريا من عندها فتبعته فأدركته وأخذت وجذبت بثوبه تجره وقدت قميمة [يوسف: الآية 25] من دبره قال الله: وأستبقا الباب (يوسف، الآية 25] أي بادرا نحو الباب، وكان يوسف يبادر ليخرج هربا منها وهي تبادر لأن تأخذه ولا تتركه فيخرج وألفيا سيدها لدا الباب (يوسف: الآية 25) وكان من القضاء أن العزيز على الباب في ذلك الوقت، فلما سمع الجبلة دخل فرأى
Halaman 116