============================================================
باب في ذكر قصة يوسق عليه الشلام(1) وقد ذكر أن أم يوسف كانت راحيل، وقد قيل إنها ماتت في نفاسها على ابن يامين ولذلك سمي ابن يامين فإن يامين بلغتهم التكلم(2) وقالوا وإن قوله تعال: ورفع أبوكيه على الصرش (يوسف: الآية 100] إنما هي خالته لأن العرب تسمي الخالة كما يسمى العم أبا، وقال آخرون: لا، بل كانت راحيل في الحياة إلى ذلك الوقت وظاهر النص يقتضي ما قالوه والله أعلم، وكان يوسف من أحسن إخوته صورة، لا بل من جميع البشر فيما يروى قال وهب ورث الحسن يوسف من جدته سارة وورثت سارة من حواء قال: وكان وجه يوسف مثل البدر وكان له ذؤابتان تتواسان على ظهره وكان بين عينيه نجم يتوقد نورا وكان مقرون الحاجبين واسع العينين واقن عالي الأنف مفلج الأسنان معتدل القامة حسن الكفين والساعدين والعضلين والساقين إذا تكلم فكأنما يخرج النور من فيه، وإذا تبسم رؤيت لثناياه شعاع كشعاع الشمس قال: وكان من صفاء لونه ونظافته أنه إذا أكل خضرة تبين ذلك في عنقه ويقال إن آمه ماتت وهو ابن سنتين فحضنته عمته أخت يعقوب ويقال لا بل لما ولد ابن يامين وشغلت به آمه أخذت عمته يوسف وحضنته وأحبته حبا شديدا حتى ترعرع ألقى الله تعالى محبته في قلب يعقوب عليه السلام فكأنه لا يصبر عنه فقال لأخته أسلمي إلي يوسف فأبت، وقالت: إني لا أصبر عنه ساعة قال يعقوب: ولست بتاركه عندك قالت: فدعه عندي أياما أسكن إليه، وذكر محمد بن إسحلق أن أول بلاء جعل على يوسف آن أحبته عمته وكانت اكبر ولد إسحق وكانت تكون عندها منطقة اسحق التي ورثها من إبراهيم عليه السلام فإنهم كانوا يتوارثونها بالكبر وكان في شريعتهم أن من خان أحدا شيئا صار مسلما له يصنع به ما يشاء ويقال كان يستعبده ما عاشا إلى أن يموت آحدهما ويقال: لا، بل يستعبده سنة كاملة فعمدت عمة يوسف إلى منطقة إسحق فحزمتها على وسط يوسف تحت ثيابه ثم قالت قد فقدت منطقة إسحق فاطلبوها (1) انظر تفاصيل قصة يوسف (عليه السلام): ابن كثير - البداية والنهاية 280/1.
(2) كذا في الأصل. وفي الحاشية، نفاس المرأة .
Halaman 105