منهج في مناسك الحج الذي طبع في مصر وأسعد كتاب في فصل الخطاب وغير ذلك مما يشهد له برسوخ القدم في المعارف. توفي في مصر سنة ١٢٩٨ (١٨٨١) .
أبو النصر علي
واشتهر في مصر في هذه الحقبة الأديب المصري أبو النصر علي ولد في منفلوط وفيها كانت وفاته سنة ١٢٩٨ (١٨٨٠ - ١٨٨١) نظم الشعر في مقتبل الشباب وأصبح من فرسان ميدانه فنما خبره إلى خديوي مصر إسماعيل باشا فقدمه وأجازه ولأبي النصر عدة قصائد غراء فيه وفي أمراء الدولة الخديوية وقد وافق إسماعيل باشا لما رحل إلى الآستانة ثم مدح بعده الحضرة التوفيقية. ولأبي النصر ديوان كبير طبع في مطبعة بولاق سنة ١٣٠٠ ضمنه أقوالًا منتخبة في كل أبواب البلاغة ومعاني الشعر فمما استحسناه قوله في الخمر وقد نحا في وصفه طريقة الصوفيين:
بنتُ كرمٍ دونها بنتُ الكرامْ ... وهي بكرٌ زفَّها ساقها المُدامُ
شمسُ راحٍ في اصطباحٍ أشرقت ... في سماء الكأس كالبدر التمامْ
كم تجلى كأسُها عن لؤلؤ ... من حُبابٍ كالدراري في انتظامْ
إنَّ لي عنها حديثًا سرَّهُ ... لا يُضاهَي وهي لي أقصى المرامْ
لو درى أهلُ التقى أسرارَها ... لَسقَوا أبناءَهم قبل الفِطامْ
لا تسَلْني عن معانيها وسَلْ ... عن حُلاها وسناها باحتشامْ
قال صفْها قلتُ دَعنْي أنها ... صورةٌ كالجسم عندي والسلامْ
قال زدني قلتُ ما المسئول عن ... ها بأَدْرى منها يا هذا الغلامْ
قال قلْ في كرْمها مخلوقةٌ ... نزهةٌ الناس من سامٍ وحامْ
ما رآها عابدٌ إلا انثنى ... عن سجود وركوعٍ وقيامْ
راحةُ الأرواحِ في أقداحها ... أنبأَتنا إنَّها تُبري السقامْ
وهي طويلة. ومن حسن شعره قوله يصف سفرة الحضرة التوفيقية إلى الصعيد سنة ١٢٨٧م:
زار في موكبٍ كعقد اللآلي ... فازدهى بالقدوم صفو الليالي
إلى أن قال: