146

Kitab Al-Ta'rikh

كتاب التأريخ

Penerbit

دار صادر

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Geografi
Sejarah

وقالت فرقة منهم أن اصل الأشياء في الأزلية حبة كانت فانفلقت فبدا منها العالم على ما ترى من اختلافه في ألوانه واحساسه وزعم بعضهم انه غير مختلف في معانيه وإنما تختلف معانيه من جهة إحساسه وأنكر بعضهم ذلك واثبتوا له اختلافا في معانيه وتحقيقه وقالت المنكرة لتحقيق الاختلاف الأشياء إنما تختلف باختلاف الإحساس لها وانه لا حقيقة لشيء منها تبين بها دون غيرها

وادعوا من الدلالات في ذلك أن أهل المرض الحادث من الصفراء مثل أصحاب اليرقان إذا ذاق أحد منهم العسل وجده مرا وأهل السلامة من هذا الداء يجدونه حلوا وان الخفاش يغشيه ضوء النهار ويذكي بصره الليل فإن كان النور يزيد الأبصار نورا والظلمة مغشية لها وجب أن يكون نور النهار الظلمة للخفاش وغيره تغشي بصره النار وقد يوجد ذلك في بعض الناس وغيرهم من الحيوان والطير وغيره وان الليل إذا كان مذكيا للأبصار على ما وصفنا فليلها نور كما أن النهار نور لمن خالفها والليل ظلمة لها فإن قلتم أن ذلك لآفة دخلت على من وافقهم فإن قلم عند من وافقهم قلنا بل الآفة دخلت على هذه الأصناف قلنا لكم عند من خالفهم أو عند من وافقهم فإن قلتم عند من خالفهم قلنا بل الآفة دخلت على من وافقهم فإن قلتم عند من وافقهم قلنا بل الآفة دخلت على من خالفهم عندهم فلا فضل لأحد الصنفين على أحد

وقالوا إلا ترون الكاتب يكتب الكتاب عدلا مستقيما فيراه كذلك من قبل وجهه فإن نظر إليه من خلفه رآه بخلاف ما كان يعرف وان ازور عنه معوجا أو خالفه رآه مخالفا كما تكتب الألف في صورة تميز من جميع الحروف فإذا استقبلتها رأيتها ألفا وإذا استدبرتها رأيتها كالباء وإذا انحرفت عنها رأيتها كالنون أو كالباء وان الغائب عن موضعه حاضر موضعا آخر

وكذلك القول في الألوان والأصوات والطعوم والاعيان والملابس كما ترى الشخص من قرب كبيرا وصغيرا من بعد كلما قرب الداني منه ازداد كبرا وكلما بعد منه ازداد صغرا في عينه

Halaman 150