Kitab Al-Ta'rikh
كتاب التأريخ
Penerbit
دار صادر
Lokasi Penerbit
بيروت
وأوحى الله عز وجل إلى نوح في أيام جده اخنوخ وهو إدريس النبي وقبل أن يرفع الله ادريس وأمره أن ينذر قومه وينهاهم عن المعاصي التي كانوا يركبونها ويحذرهم العذاب فأقام على عبادة الله تعالى والدعاء لقومه وحبس نفسه على عبادة الله تعالى والدعاء لقومه لا ينكح النساء خمسمائة عام ثم أوحى الله إليه أن ينكح هيكل بنت ناموسا بن اخنوخ وأعلمه انه باعث الطوفان على الأرض وأمره أن يعمل السفينة التي نجاه الله وأهله فيها وان يجعلها ثلاثة بيوت سفلا ووسط وعلوا وأمره أن يجعل طولها ثلاثمائة ذراع بذراع نوح وعرضها خمسين ذراعا وسمكها ثلاثين ذراعا ويصير حواليها رفوف الخشب ويكون البيت الأسفل للدواب والوحش والسباع ويكون الأوسط للطير ويكون الأعلى لنوح وأهل بيته ويجعل في الأعلى صهاريج الماء وموضعا للطعام فولد له بعد أن أتت عليه خمسمائة سنة
ولما فرغ نوح من عمل السفينة وكان ولد قابيل ومن اختلط بهم من ولد شيث إذا رأوه يعمل الفلك سخروا منه فلما فرغ دعاهم إلى الركوب فيها وأعلمهم أن الله باعث الطوفان على الأرض كلها حتى يطهرها من أهل المعاصي فلم يجبه أحد منهم فصعد هو وولده إلى مغارة الكنز فاحتملوا جسد آدم فوضعوه في وسط البيت الأعلى من السفينة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من آذار وادخل الطير البيت الأوسط وادخل الدواب والسباع البيت الأسفل وأطبقها حين غابت الشمس
و أرسل الله الماء من السماء وفجر عيون الأرض فالتقى الماء على أمر قد قدر واخذ الأرض كلها والجبال وأظلمت الدنيا وذهب ضوء الشمس والقمر حتى كان الليل والنهار سواء وكان الطالع في ذلك الوقت الذي أرسل الله تعالى فيه الماء فيما يقول أصحاب الحساب السرطان والشمس والقمر وزحل وعطارد والرأس مجتمعة في آخر دقيقة من الحوت فاتصل الماء من السماء والأرض أربعين يوما حتى علا فوق كل جبل خمس عشرة ذراعا ثم وقف بعد أن لم تبق بقعة من الأرض إلا غمرها الماء وعلاها
ودارت السفينة الأرض كلها حتى صارت إلى مكة فطافت حول البيت أسبوعا ثم انكشف الماء بعد خمسة اشهر فكان ابتداؤه لسبع عشرة ليلة خلت من أيار إلى ثلاث عشرة ليلة خلت من تشرين أول
Halaman 14