وقد بايعته الزيدية والمعتزلة جميعا وكثير من الفقهاء والعقلاء أمثال مطر الوراق، بشير الرحال، إبراهيم بن نميلة، ومعاوية بن حرب بن قطن. وكان أبو حنيفة يدعو إليه سرا ويكابته وكتب إليه يوما: (( إذا أظفرك الله بعيسى بن موسى فلا تسر فيهم بسيرة أبيك يوم الجمل فإنه لم يقتل المنهزم ولم يغنم الأموال ولم يبتع مدبرا ولم يذفف على جريح لأن القوم لم يكن لهم فئة ولكن سر فيهم بسيرته يوم صفين فإنه ذفف على الجريح وقسم الغنيمة لأن أهل الشام لهم فئة )) (1) .
المواجهة مع العباسيين
وجه أبو جعفر المنصور عيسى بن موسى لقتال إبراهيم(ع) فتقدم على رأس جيش قوامه خمسة عشر الفا. يقودهم حميد بن قحطبة، وعلم إبراهيم(ع) فخرج لمواجهتم حتى وصل باخمرى (2) والتقى الجيشان هناك ولاحت لأصحابه فرصة الهجوم وتبييت (3) الجيش العباسي وعرضوا عليه ذلك فقال: ((إني أكره الغدر )) ثم عبأ جيشه وجعل عيسى بن زيد (ع) على ميمنته وعلى ميسرته لبيد بن ابي برد اليشكري: وثبت هو في القلب مع العلماء والفقهاء. وكان عدد جيشه يقرب من اثنى عشر الف مقاتل، وبدأت المعركة واشتد القتال فانهزم العباسيون. وكان حميد بن قحطبة فيمن انهزم وعلم أبو جعفر بالهزيمة فأعد دوابه للهرب والرحيل. ولما رأى إبراهيم(ع) الهزيمة وما نزل بهم من القتل رحمهم وأشفق عليهم وأمر من يرد الراية.
Halaman 92