Pendidikan dan Pengajaran dalam Islam
التربية والتعليم في الإسلام
Genre-genre
وما إلى ذلك، وكان إلى جانب هذه البيمارستانات أو داخلها في الغالب صيدليات ربما سموها «الشراب خاناه»، وفيها رئيس وموظفون، ويسمى هذا الرئيس «صيدليا» أو «صيدلانيا» أو «شاد الشراب خاناه».
153
وكان الأطباء في صدر الدولة يطببون - بعد أن يدرسوا الطب على شيوخه - حين يجدون في أنفسهم الكفاية ويأذن لهم أستاذوهم بذلك، ويظهر أنهم لما وجدوا بعض المتطفلين على هذه الصناعة يدسون أنفسهم في عداد الأطباء، رأوا ضرورة صيانة هذه الصنعة الحساسة فأوجدوا للرقابة عليهم رجالا مخصوصين.
ويقال إن الخليفة المقتدر بالله العباسي هو أول من فرض على من يريد انتحال هذه الصنعة أن يؤدي امتحانا حتى ينال إجازة التطبيب، قال سنان بن ثابت رئيس أطباء عصره وطبيب الخليفة المقتدر: لما كان في سنة 319 اتصل بالمقتدر أن غلطا جرى على رجل من العامة من بعض المتطببين فمات الرجل؛ فأمر الخليفة أبا إبراهيم بن محمد بن أبي بطيحة المحتسب أن يمنع المتطببين من التصرف إلا من امتحنه سنان بن ثابت بن قرة، فصاروا إلى سنان وامتحنهم وأطلق لكل واحد منهم ما يصلح أن يتصرف فيه، وبلغ عددهم في جانبي بغداد ثمانمائة رجل ونيفا وستين طبيبا، سوى من استغنى عن امتحانه باشتهاره وتقدمه في صناعته، وسوى من كان في خدمة الخليفة. وصار النظام بعد ذلك أن من أتم دراسة الطب يتقدم إلى رئيس الأطباء لامتحانه وأخذه الإجازة في العراق أو الشام أو سائر الأقطار الإسلامية. يقول الدكتور أحمد عيسى: وكان طالب الإجازة يتقدم إلى رئيس الأطباء برسالة في الفن الذي يريد الحصول على الإجازة في معاناته، وهذه الرسالة أشبه بما يسمى اليوم أطروحة
thèse ، وتكون هذه الرسالة له أو لأحد مشاهير الأطباء المتقدمين أو المعاصرين يكون قد أجاد دراستها فيمتحنه فيها ويسأله في كل ما يتعلق بما فيها من الفن، فإذا أحسن الإجابة أجازه الممتحن بما يطلق له التصرف فيه من الصناعة، ومن محاسن الصدف أني عثرت في دشت قديم في خزانة كتب أستاذنا وصديقنا أحمد زكي باشا على صورتين لإجازتين في الطب من القرن السادس عشر، منحت إحداهما لفصاد والأخرى لجراح أنقلهما هنا لكي يعلم الباحث ما كان عليه الحال في تلك العصور.
154
وقد بلغت المارستانات في الإسلام مبلغا عظيما، أحصاه الدكتور أحمد عيسى في كتابه القيم. وقد تجاوز عدد المشهور فيها المائة بيمارستان، ولم يكد يخلو منها قطر من أقطار الإمبراطورية الإسلامية إذ ذاك. (2) المدارس وأساتذتها وطلابها وكل ما يتعلق بها (2-1) المدارس
أقدم النصوص الأدبية التي نجد فيها ذكر «المدرسة» بمعناها الاصطلاحي المفهوم - فيما أرى - هو قول دعبل بن علي الخزاعي (؟-246) في قصيدته التي يرثي بها آل البيت وما يلقون من تقتيل وتعذيب، وما أصاب معاهد العلم والدين من قتلهم:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومهبط وحي مقفر العرصات
Halaman tidak diketahui