Pendidikan dan Pengajaran dalam Islam
التربية والتعليم في الإسلام
Genre-genre
وثانيهما:
بدني.
ويجب أن تسبق القسمين النصائح والتوجيهات، فإن لم تجد نفعا ولم يجد المؤدب بدا من اللجوء إلى العقوبة، فإنه يبدأ بالعقوبة الروحية من العبوس، فاللوم، فالإهانة على انفراد، فالتوبيخ أمام الرفقاء، فإن لم تجد تلك العقوبة الروحية نفعا لجأ إلى العقوبة الجسدية من الوخز والضرب. وهم يستدلون على جواز ذلك بالحديث النبوي القائل: مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر بعصا لا بخشبة، وبالآية الكريمة:
ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب .
قال المربي الإمام القابسي في فصل عنوانه «سياسة المعلمين»: ومن حسن رعايته لهم أن يكون بهم رفيقا؛ فإنه قد جاء عن عائشة: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به.» وقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : «إن الله يحب الرفق في الأمر كله، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء.» وإذا أحسن المعلم القيام وعني بالرعاية وضع الأمور مواضعها؛ لأنه هو المأخوذ بأدبهم والناظر في زجرهم عما لا يصلح لهم، والقائم بإكراههم على مثل منافعهم؛ فهو يسوسهم في كل ذلك بما ينفعهم؛ فكونه عبوسا أبدا من الفظاظة الممقوتة، ويستأنس الصبيان بها فيجترئون عليه، لكنه إذا استعملها عند استئهالهم الأدب صارت له دلالة على وقوع الأدب بهم فلم يأنسوا إليها، فيكون منها إذا استعملت أدب لهم في بعض الأحايين دون الضرب، وفي بعض الأحايين يوقع الضرب معها بقدر الاستئهال الواجب في ذلك الجرم. ولكن ينبغي أن لا يتبسط إليهم تبسط الاستئناس في غير تقبض موحش في كل الأحايين، ولا يضاحك أحدا منهم على حال، ولا يبتسم في وجهه وإن أرضاه وأرجاه على ما يجب، وإن استأهل الضرب فاعلم أن الضرب من واحدة إلى ثلاث، فليستعمل اجتهاده لئلا يزيد في رتبة فوق استئهالها ... وربما كان من صبيان المعلم من يناهز الاحتلام ويكون سيئ الرعية غليظ الخلق لا يريعه وقوع عشر ضربات عليه ويرعى للزيادة عليه مكانا، وفيه محتمل مأمون فلا بأس - إن شاء الله - من الزيادة على عشر ضربات، والله يعلم المفسد من المصلح ... وليتجنب أن يضرب رأس الصبي أو وجهه ...
74
فالقابسي يبيح للمعلم أن يؤدب أطفال كتابه إذا لم يفد اللطف والإيناس معهم، ويبيح له ذلك على أن لا يتجاوز ثلاث ضربات، إلا إذا كان الطفل سيئ الأخلاق، قد ناهز الاحتلام، فلا بأس من ضربه عشر ضربات وإلا فلا يجوز له؛ لأن أبناء الناس وديعة في يده. قال ابن خلدون: «... إن من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم سطا به القهر، وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعا إلى الكسل وحمل إلى الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه ... فينبغي للمعلم في متعلمه، والوالد في ولده أن لا يعتدوا عليهم في التأديب ...»
75
فابن خلدون يعالج مشكلة تربوية نفسية جد خطيرة، وهي أن من يعود على القيام بواجبه مكرها، لا يفعل الواجب إذا زال الإكراه، وفي هذا فساد عظيم، ويرجع ذلك كله إلى التربية الظالمة التي يلجأ إليها بعض الآباء والمعلمين.
Halaman tidak diketahui