Tarajim Mashahir
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Genre-genre
وفي سنة 1311 وصلت أخبار الهزيمة إلى زنجبار ووصل ثابت وإخوته وأنفار من العرب إليها، أما بقية أولاد محمد بن سعيد فأسرهم البلجيك وبقوا في أسرهم إلى 1321 حيث أطلقوا سراحهم وسمحوا لهم بالعودة إلى زنجبار فبلغوها في حال يرثى لها، وهكذا انتهت دولة العرب في أفريقيا الوسطى، وتقلص ظل ملكهم منها، وكانت نهاية أمرهم أنهم عاشوا في زنجبار فقراء. (4) لكل أجل كتاب
ولما وصل حميد بن محمد إلى زنجبار سنة 1309 حسب ثروته فوجدها نيفا ومائة ألف جنيه، إلا أن وكيله الذي كان في زنجبار احتال عليه وقدم وأخر في دفاتره فاختلس من تلك الثروة 30000 جنيه، و20000 جنيه كانت في يد هندي أعطيت له للتجارة فذهب ولم يحصل إلا على 4000 و7000 جنيه أعطاها محمد بن خلفان الذي ادعى الشركة في ملكه، وحكمت له محكمة دار السلام بدفع هذا المبلغ، ونحو 16000جنيه دفعت إلى المحامين عنه في دعاويه حينما أراد الدفاع عن نفسه في أمر الشركة وغيرها من الدعاوي، وكان دائما يقول: «ذهب ربع ملكي في أفواه المحامين.»
والذي بقي عنده اشترى به بيوتا وبساتين فعاش من ريعها، وفي سنة 1310 توفي سلطان زنجبار علي بن سعيد، وعين حمد بن ثويني مكانه فنال منه رتبة، وفي سنة 1314 توفي حمد بن ثويني، وهبت ثورة في البلاد فأطلقت الإنكليز القنابل على القصر السلطاني، ثم عين حمود بن محمد بن سعيد سلطانا، وفي سنة 1320 توفي السيد حمود بن حمد فخلفه ابنه علي بن حمود وهو السلطان الحالي أدام الله ملكه.
مضى هذا الزمان وحمد بن حميد بين الدعاوي والشكاوي، وفي شهر ذي الحجة سنة 1322 أصابه مرض الاستسقاء ثم عوفي منه، ولكن صحته بقيت ضعيفة فاشتد به الألم حتى كانت الساعة الخامسة من ليلة الأربعاء عاشر ربيع الثاني (14 يونيو) قبضه الله إليه، وما شاع هذا الخبر حتى توافدت الجموع إلى منزله وفي مقدمتهم قنصل جنرال أمريكا وفيس قنصلها، وتتابعت الجموع، وسار في جنازته أناس كثيرون، وفي الصباح جاء قنصل جنرال الإنكليز، وقنصل الألمان وغيرهما من معتمدي الدول والتجار الأجانب، وأعيان العرب والهنود والزنوج لتعزية أهله، ونقل البرق خبر وفاته إلى العالم المتمدن، فأتت جرائده مملوءة بالكلام عن سيرته.
القسم الرابع
رجال الإدارة والسياسة
الفصل الثالث والعشرون
المعلم جرجس الجوهري
شكل 23-1: المعلم جرجس الجوهري: توفي سنة 1811 (نقلت هذه الصورة بالموتوغراف عن رسم له بباريس ولكنها أخذت من موضع منحرف فظهرت كما نرى).
كان للأقباط في أثناء دولة أمراء المماليك شأن كبير في مصالح الدولة، فنبغ منهم في القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر رجال اشتهروا بالحزم والدراية، ونالوا نفوذا عظيما لدى الأمراء حتى كانت الأمور كلها إليهم، منهم المعلم رزق كاتب علي بك الكبير، والمعلم إبراهيم الجوهري رئيس كتاب الأمير إبراهيم بك، وكان لهما تأثير كبير في تاريخ الأمة القبطية، وقد ذكر الجبرتي أن النصارى اعتز جانبهم في أيامهما بما كان لهما من التأثير على صاحب الأمر والنهي، وجاء في «تاريخ الأمة القبطية» لمؤلفه يعقوب بك نخلة روفيلة تفاصيل مهمة من أخبارهما، ومن هذا الكتاب استخرجنا ترجمة المعلم جرجس هذا، وهو أخو المعلم إبراهيم الجوهري المتقدم ذكره، فلما توفي أخوه قلده إبراهيم بك رئاسة الكتاب كما كان أخوه قبله، ورافق أعمال هذا الأمير إلى آخر أيامه.
Halaman tidak diketahui