Tarajim Mashahir
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Genre-genre
أن يرجع له الرايات التي مات أمراؤها في واقعة توشكي لكي ينصبها ويجمع رجالا تحتها. (4)
أن يخصص لأقارب المهدي أموالا تنفق عليهم من بيت المال. (5)
أن يسلم الأشراف كل سلاحهم ويطيعوا أوامر التعايشي إطاعة عمياء. فكتبت هذه الشروط وأمضاها الفريقان، وعادت الأحوال إلى الهدوء ظاهريا، ولكن القلوب ما فتئت على غلها.
الفصل الحادي عشر
عبد الله التعايشي
شكل 11-1: عبد الله التعايشي، (قتل سنة 1900).
ويجدر بنا في هذا المقام الاستطراد إلى ترجمة التعايشي، ووصف أحواله وأحوال السودان قبل فتحها الأخير، فنقول:
هو السيد عبد الله ابن السيد محمد التقي، ويتصل نسبه بعشيرة الحبيرات من قبيلة التعايشة، والتعايشة من قبائل البقارة، والبقارة اسم يطلق على القبائل القاطنة غربي النيل الأبيض، وهم بدو، أكثر اشتغالهم برعاية البقر والنخاسة وتجارة الرقيق، ويقيم التعايشة في الغرب الجنوبي من دارفور.
وكان السيد محمد التقي مشهورا في قبيلته بالتقوى والكرامة والاستقامة، يؤمه المرضى وذوو الأسقام يلتمسون الشفاء بما يتلوه عليهم من الآيات أو يردده من الصلوات أو بما يكتبه من الأحجبة والعقود، وقد ولد له أربعة ذكور وأنثى وهم: عبد الله، ويعقوب، ويوسف، وسماني، وفاطمة، وكان عبد الله ويوسف أقلهم ميلا إلى العلم؛ فلم يحفظا القرآن إلا بعد الجهد الشديد وكثرة المزاولة، وكانا أكثر ميلا إلى النخاسة (اقتناص العبيد)، أما يعقوب وسماني فكانا أقرب إلى الهدوء والسكينة، فحفظا القرآن سريعا، ولازما أباهما يساعدانه في صلاته وسائر أعماله.
واتفق في أثناء حرب الزبير باشا لدارفور أن عائلة السيد محمد التقي هذا كانت في جملة القائمين على الزبير، فوقع عبد الله أسيرا في بعض مواقع شكا، وأراد الزبير قتله فتوسط بعض العلماء في العفو عنه فأبقى عليه، فأراد عبد الله أن يكافئ الزبير على عفوه عنه، فقال له سرا: «رأيت في الحلم أنك المهدي المنتظر وأني أحد أتباعك»، فأجابه الزبير: «لست المهدي، ولكنني رأيت هؤلاء العرب قد قطعوا الطرق على التجارة فجئت لفتحها.»
Halaman tidak diketahui