Tarajim Mashahir
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Genre-genre
وكان يتكلم الفرنساوية جيدا، وهي اللغة التي يخاطب بها الأجانب ويحسن العربية، والتركية، والفارسية، ويحب الفخر والبذخ والأبهة، وكان منغمسا في الترف مكثرا من السراري والحظايا.
ولكنه مع ذلك كان كثير الميل إلى تنشيط المعارف ورفع منار العلم والأخذ بناصر المظلومين، ومما يؤيد ذلك أن مصر بليت عام 1874م بطغيان النيل فأصابها جهد عظيم، فوجه التفاته إلى حال المزارعين والتجار فأراد جماعة من تجار الإسكندرية أن يقيموا له تمثالا تذكارا لفضله، فأبى وأمر أن يقام بدل ذلك التمثال مدرسة للتعليم. (4) تركته ووصيته
يعسر تقدير تركة صاحب الترجمة تقديرا مدققا؛ لكثرة فروعها واختلاف جزئياتها وتفرقها في البلاد، ولكن المعروف من تركته أنه استبدل معاشه قبل مماته باثنين وعشرين ألف فدان من الأطيان، باع ألفين منها للأوقاف العمومية و1500 للجناب العالي، فبقي له 18500 فدان منها 12 ألف فدان في تفتيش إيتاي البارود وقفها على زوجاته الثلاث في حياتهن ثم يرثها ورثته بعدهن، والباقي وقدره 6500 فدان يقسم على الورثة. وترك غير ذلك مما ورثه عن والدته وهو 5000 فدان وهبها لها المرحوم عباس باشا الأول وهي مرهونة و900 فدان وقصر في حلوان، وسراي القصر العالي، و34 فدانا تابعة لها، وما ورثه عن ابنه المرحوم البرنس علي باشا جمالي الذي توفي منذ بضع عشرة سنة وهو600 فدان، وترك في العباسية قصر الزعفران وفي الآستانة قصر ميركون، وهو يحتوي على قصرين كبيرين وقصرين صغيرين، وترك فيها أيضا قناق بايزيد، وتقدر قيمة أرضه بثلاثين ألف جنيه، وأصله للمرحوم البرنس حليم باشا ورثه عن أخته زينب هانم فأخذه السلطان منه ووهبه للفقيد، فهذه التركة كلها ما عدا سراي الزعفران تقسم على الورثة بعد إيفاء ديونه التي تقدر بنحو 180 ألف جنيه.
أما وصيته فإنه كان قد أضاف 4700 أو4800 فدان من أطيانه في أيام ولايته إلى الأطيان الموقوفة على أهل قوالة وقدرها 10 آلاف فدان في كفر الشيخ، وجعل لنفسه الشروط العشرة في هذا الوقف بما فيها من حق التغيير والإبدال، ثم آلت نظارة هذا الوقف إليه ففصل 4700 فدان التي أضافها إليه عملا بحقه ووقفها على حاشيته كلها، ولم يستثن أحدا منهم فرنساويا كان مثل: سكرتيره أو إنكليزيا مثل: طبيبه، أو غيرهما من الأتباع والجواري اللواتي يبلغ عددهن 450 جارية عدا 400 بيضاء كان قد زوجهن بأعيان مصر قبل مفارقته هذه البلاد.
وقد أقام صديقه الحميم دولتلو راتب باشا وكيلا لحرمه، وأوصى أن يعطى 150 جنيها شهريا وأن تعطى حرمه 50 جنيها شهريا، وأن يضاف راتبها إلى راتبه إذا توفيت في حياته، ويؤخذ راتبهما كليهما من تفتيش إيتاي البارود.
وتئول نظارة وقف قوالة بعده إلى حضرة دولتلو عصمتلو البرنسس زبيدة هانم بنت محمد علي باشا الصغير ابن محمد علي باشا الكبير وتئول نظارة وقف القصر العالي إلى البرنس عثمان باشا فاضل، ولهذا الوقف بيوت ونحو 1200 فدان من الأطيان، ويبلغ دخله نحو 5 آلاف جنيه سنويا، وقد ترك سراي الزعفران لحرمه الثلاث، وكذلك كل منقولاته وقيمتها غير معلومة.
الفصل السادس
محمد توفيق باشا الخديوي السابق
ولد سنة 1852 وتوفي سنة 1892
هو أكبر أنجال المرحوم إسماعيل باشا الخديوي الأسبق، ولد سنة 1852 وأدخله والده مدرسة المنيل وسنه تسع سنوات، فدرس فيها اللغة، والجغرافية، والتاريخ، والطبيعيات، والرياضيات، واللغات العربية، والتركية، والفرنساوية، والإنكليزية، وكان ميالا للعلم من صغر سنه فأحرز منها جانبا أهله لرياسة المجلس الخصوصي في حياة والده وسنه 19 سنة. ثم تقلد نظارة الداخلية ونظارة الأشغال ورئاسة مجلس النظار.
Halaman tidak diketahui