Tarajim Mashahir
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Genre-genre
الإمبراطور:
والسر في نجاح مشروعاته وإخراجها من القوة إلى الفعل إنما هو ثقة الإمبراطور فيه وانقياده له، ولولا ذلك لذهب سعي الماركيز هباء منثورا، ولكنه تسلط على رأي الإمبراطور تسلطا عجيبا، وهان عليه اقناعه فيما يشرع فيه من الإصلاح، ولا ينكر ما للإمبراطور من الفضل في ذلك، وخلاصة القول أن الله رضي عن اليابان فمنحها وزيرا حكيما، وسلطانا سامعا، فلم تمض عليها ثلاثون عاما حتى انتقلت من مصاف الأمم الخاملة إلى أرقى مدارج المدنية. (2) عيشته الخصوصية
يقيم الماركيز إيتو في عزبة له اسمها «أويسو» قرب مدينة طوكيو، وهو يحب الرياضة البدنية كثيرا، ولكنه يفرط فيها حتى تتوالى عليه النزلات الشعبية، قد وخطه الشيب، ولكنه يخضب شاربيه ولحيته.
وهو يلبس اعتياديا اللباس الإفرنجي وفوقه القباء الكبير المزرر من الأمام كما نراه في الرسم، وعلى رأسه طاقية إفرنجية، وهو يحسن التكلم بالإنكليزية، وإذا خاطبته وذكرت نهضة اليابان الأخيرة تنسمت من مجمل كلامه إعجابا بما كان له من الباع الطولى في ذلك.
ومن أخلاقه التي يجب أن تكون مثالا لكل شرقي - سواء كان من رجال السياسة أو العلم أو لأي فرد من أفراد الناس - أنه مع رغبته في اقتباس عوامل التمدن الحديث والاقتداء بآداب المتمدنين وترغيب مواطنيه في اقتباسها لم يكن يقبل عادة إفرنجية، ولا عملا إفرنجيا إلا بعد أن يلبسه حلة يابانية محافظة على جامعة الوطن، واحتراما لعوائد البلاد وشعائر أهلها، فهان عليه نشر ما أراد نشره من الأمور النافعة ولم يحط من منزلة أمته، فما أجدره أن يكون مثالا لأناس بين ظهرانينا نراهم إذا اقتبسوا عادة إفرنجية بالغوا في المحافظة على أصلها أكثر من محافظة أصحابها عليها، وإن يكن في بعض تفاصيلها ما يخالف الآداب الشرقية.
القسم الخامس
رجال الأعمال وأهل البر والإصلاح
الفصل السادس والثلاثون
كيرلس الرابع
شكل 36-1: كيرلس الرابع بطريرك الأقباط الأرثوذكسيين العاشر بعد المائة.
Halaman tidak diketahui