التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
72

التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها

Penerbit

دار النفائس للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Lokasi Penerbit

الأردن

Genre-genre

المبحث الثالث عشر التعاون على البر والتقوى أمرنا ربنا ﵎ بالتعاون على البر والتقوى، فقال: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: ٢]. والتعاون على البر والتقوى معلم من معالم الأمة المسلمة فيما بينها، وقد ذكرت آية البر التي جعلت البر شاملًا للعقيدة، ولإيتاء المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب، وأدخلت في التقوى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ومن التقوى الوفاء بالعهد والصبر في البأساء والضراء وحين البأس، قال تعالى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَاسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَاسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٧]. وهذه الأعمال شاملة للدين كله، وهي جميعها قابلة للتعاون عليها فيما بين المسلمين. فالذين يتعاونون فيما بينهم للتعرف على الإيمان بالله والملائكة والكتاب والنبيين، متعاونون على البر والتقوى، ويدخل في ذلك مجال الدارسة والتعلم، ومجال التدريس والتعليم في هذه الموضوعات، كما يدخل في ذلك معالجة المشكلات، وتوضيح الشبهات، ومن ذلك أيضًا التأليف في هذه المجالات.

1 / 85