59

Taqreeb al-Tadmuriyyah

تقريب التدمرية

Penerbit

دار ابن الجوزي،المملكة العربية السعودسة

Nombor Edisi

الطبعة الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩هـ

Lokasi Penerbit

الدمام

Genre-genre

ﷺ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: ٦٧] . هذا لفظ البخاري في تفسير سورة الزمر. فأي معنى فاسد يلزم من ظاهر النص حتى يقال إنه غير مراد؟! * ويشبه هذا الخطأ أن يجعل اللفظ نظيرًا لما ليس مثله: كما قيل في قوله تعالى: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ﴾ [ص: ٧٥] . إنه مثل قوله تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ [يس: ٧١] . فيكون المراد باليد نفس الفاعل في الآيتين. وهذا غلط؛ فإن الفرق بينهما ثابت من وجوه ثلاثة: الأول: من حيث الصيغة، فإن الله قال في الآية الأولى: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ﴾ [ص: ٧٥] وهي تخالف الصيغة في الآية الثانية، فإن الله قال فيها: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ [يس: ٧١] ولو كانت الأولى نظيرة للثانية لكان لفظها: "لما خلقت يداي" فيضاف الخلق إليهما، كما أضيف العمل إليهما في الثانية. الثاني: أن الله تعالى أضاف في الآية الفعل إلى نفسه معدى بالباء إلى اليدين، فكان سبحانه هو الخالق وكان خلقه بيديه. ألا ترى إلى قول القائل: كتبت بالقلم؟ فإن الكاتب هو فاعل الكتابة، ومدخول الباء - وهو القلم - حصلت به الكتابة. وأما الآية الثانية: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ [يس: ٧١] فأضاف الفعل فيها إلى الأيدي المضافة إليه، وإضافة الفعل إلى الأيدي كإضافته إلى النفس فكأنه قال: مما عملنا. ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم﴾ [الشورى: ٣٠] . والمراد بما كسبتم؛ بدليل قوله في آية

1 / 63