57

Taqreeb al-Tadmuriyyah

تقريب التدمرية

Penerbit

دار ابن الجوزي،المملكة العربية السعودسة

Nombor Edisi

الطبعة الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٩هـ

Lokasi Penerbit

الدمام

Genre-genre

تعالى عاليًا على كل شيء وهذا من كماله وكمال صفاته، فكيف يكون معنى فاسدًا غير مراد؟! - مثال آخر: قوله تعالى: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاء﴾ [المائدة: ٦٤] . قالوا: فظاهر الآية أن الله تعالى يدين حقيقتين وهما جارحة، وهذا معنى فاسد فيكون غير مراد. فنقول: إن ثبوت اليدين الحقيقيتين لله ﷿ لا يستلزم معنى فاسدًا، فإن لله تعالى يدين حقيقيتين تلقيان بجلاله وعظمته، وبهما يأخذ ويقبض، ولا تماثلان أيدي المخلوقين، وهذا من كماله وكمال صفاته. قال الله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر: ٧] . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ﵁ قال: قال النبي ﷺ: "ما تصدق أحد بصدقة من طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل". فأي معنى فاسد يلزم من ظاهر النص حتى يقال إنه غير مراد؟! *وقد يجتمع الخطأ من الوجهين: في مثال واحد مثل قوله ﷺ: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء". فقالوا على الوجه الأول: ظاهر الحديث أن قلوب بني آدم بين أصابع الرحمن فيلزم منه المباشرة والمماسة، وأن تكون أصابع الله سبحانه داخل أجوافنا، وهذا معنى فاسد فيكون غير مراد.

1 / 61