والثاني: لا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر تزيين المساجد في أشراط الساعة (¬1)، وألحقه بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قلت: أما كونه من أشراط الساعة فلا يدل على التحريم، وأما كونه ألحقه بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالذي ورد: لتزخرفنها ثم لا تعمرونها إلا قليلا (¬2).
فالمذموم عدم العمارة بالعبادة، أو الجمع بينه وبين الزخرفة، أو الزخرفة الملهية عن الصلاة، فهي المكروهة.
أما التجصيص ففيه تحسين للمساجد، وقد فعله الصحابة؛ عثمان فمن بعده، ولا شك أن بناء المساجد من أفضل القرب، وتحسينها من باب اختيار الأعمال الصالحة، فهو صفة القربة، وقد رآه المسلمون حسنا.
Halaman 41