Pembersihan Al-Quran dari Fitnahan
تنزيه القرآن عن المطاعن
Genre-genre
وربما قيل في قوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم) كيف يصح النهي عن ذلك ومعلوم ان الانسان ملجأ الى أن لا يقتل نفسه. وجوابنا أن المفسرين حملوه على ان المراد أن لا يقتل بعضهم بعضا على حد قوله (فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم) وقد ذكر فيه أن المراد، وأن لا يتعرض المرء لاسباب التلف فيكون في حكم القاتل لنفسه على حد قوله (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) ويحتمل ان يكون المراد، بذكر القتل الهلاك ويكون معناه مفارقة المعاصي لأنها تؤدي الى الهلاك ولذلك قال تعالى بعده (إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا) ثم بين تعالى بعده ما يدل على ان الكبائر لا تغفر فقال (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) فشرط تعالى في تكفير السيئات التي ليست كبائرا اجتناب الكبائر فدل بذلك على أن المؤاخذة تقع بها ولا تقع المغفرة بنفس الكبائر وهذا أحد ما يدل على أن أهل الصلاة فيما يفعلون من الكبائر اذا أصروا عليها يؤاخذون بها بالصغائر جميعا ودل قوله جل وعز (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) أن تمني ما يكون حسدا يقبح وان الواجب على المرء أن يتمنى ما يدبر عليه في احوال الدنيا من نقصان وزيادة ولذلك قال (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) وفي الروايات ان العادة كانت في الميراث وغيره أن يختص به الرجال في أول الاسلام فنزلت هذه الآية وعلم بها ان النساء كالرجال وأن لهن حقا في الميراث وفي سائر أسباب التملك ثم ذكر تعالى أن الواجب على المرء أن يسأل ربه ما يريده من الفضل في الدنيا ويعدل عن طريقة التمني، فلذلك قال (وسئلوا الله من فضله).
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم) كيف يصح ذلك وبالمعاقدة لا يرث المرء. وجوابنا أن ذلك قد كان في أول الاسلام ثم نسخ بآية المواريث كما قد كانوا يرثون بالهجرة ثم نسخ.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (الرجال قوامون على النساء) كيف أوجب ذلك لأجل انه فضل بعضهم على بعض ولأجل انفاقهم لأموالهم فقد تكون المرأة أفضل من الرجل وأكثر انفاقا. وجوابنا أنه تعالى جعل ذلك علة في جملة الرجال لا في آحادهم لأن الغالب انهم أفضل في التدبير والرأي وطلب المعاش من النساء في أحوال كثيرة وانهم الذين يتولون الانفاق والعلة اذا صارت للجملة لم يطعن فيها بالأندر في الآحاد والله تعالى جعلهم بهذا الوصف في مقابلة انه جعل النساء حافظات للغيب على الرجال مؤتمنات على ما يتصل بتدبير المنزل فلكل فريق في ذلك من الحظ ما ليس للآخر.
[مسألة]
Halaman 94