Pembersihan Al-Quran dari Fitnahan
تنزيه القرآن عن المطاعن
Genre-genre
وربما قيل في قوله تعالى (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) كيف يصح ان يكون تعالى يمنع من اتباع الشيطان ويقيضه للعبد؟ وجوابنا أن المراد من يعش عن ذكر الرحمن في الدنيا نقيض له شيطانا في الآخرة فيصير قرينه كما ذكره الله تعالى في غير موضع ولو لا هذا التأويل لحملناه على معنى التخلية كما تأولنا عليه قوله تعالى (أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا) ولذلك قال بعد (حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) ولذلك قال بعده (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم) وكل ذلك يبين صحة ما تأولنا.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون) ما فائدة هذا الكلام وكيف ينتفعون بالاشتراك في العقاب؟ وجوابنا أن المراد أن كل ممتحن في دار الدنيا إذا انفرد بالمحنة تكون محنته أثقل وأعظم وأغلظ منها إذا كان له شركاء فيها فبين الله تعالى أن هذا القدر من الروح والخفة لا يحصل في الآخرة لأهل العذاب إذا اشتركوا فيه وقوله تعالى من بعد (أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي) أحد ما يدل على أنه تعالى يذكر مثل هذا الوصف فيمن يمتنع من الإصغاء والقبول على ما تأولناه من قبل.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك) كيف يصح أن يصفوه بأنه ساحر ويسألوه أن يدعو ربه وذلك متناقض؟ وجوابنا أن المراد أنهم قالوا بحسب اعتقادهم وقالوا إن لم تكن كذلك على ما نعتقده فادع لنا ربك وقد قيل إن هذه اللفظة تستعمل في اللغة فيمن يعتقد فيه التقدم في معرفة الأمور فعلى هذا الوجه قالوا ومعنى قوله تعالى (فلما آسفونا انتقمنا منهم) أغضبونا فالأسف في الحقيقة لا يجوز إلا على من يجوز عليه الحزن والغم وقد قيل ان المراد آسفوا رسلنا.
Halaman 379