Pembersihan Al-Quran dari Fitnahan
تنزيه القرآن عن المطاعن
Genre-genre
وربما سألوا عن قوله تعالى (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) كيف يصح ان يصرفهم عن آياته وأدلته. وجوابنا أن المراد سأصرفهم عن الآيات الزائدة التي يفعلها تعالى لمن المعلوم أن ينتفع بذلك ويؤمن عنده ولذلك قال (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها) وهو كقوله تعالى (والذين اهتدوا زادهم هدى) فيزيده هدى لأنه ينتفع بذلك دون من لم يهتد وان كان الكل سواء في اقامة الحجة.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون) أليس ذلك يدل على أنه يخلق الهدى والضلال. وجوابنا ان المراد ومن يهد الله الى الجنة والثواب فهو المهتدي في الدنيا ومن يضلل عن الثواب الى العقاب (فأولئك هم الخاسرون) في الدنيا وسبيل ذلك ان يكون بعثا من الله تعالى على الطاعة وكذلك قوله تعالى (من يضلل الله فلا هادي له) المراد من يضلله عن الثواب في الآخرة ولا هادي له اليه ومعنى قوله (ويذرهم في طغيانهم يعمهون) انا نخلي بينهم وبين ذلك وان كنا قد أزحنا العلة وسهلنا السبيل الى الطاعة.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) وفي الخبر ان جميع بني آدم أخذ عليهم المواثيق من ظهر آدم صلى الله عليه وسلم كيف يصح ذلك. وجوابنا أن القوم مخطئون في الرواية فمن المحال أن يأخذ عليهم المواثيق وهم كالذر لا حياة لهم ولا عقل. فالمراد انه أخذ الميثاق من العقلاء بأن أودع في عقلهم ما ألزمهم اذ فائدة الميثاق أن يكون منبها وان يذكر المرء بالدنيا والآخرة وذلك لا يصح الا في العقلاء وظاهر الآية بخلاف قولهم لأنه تعالى أخذ من ظهور بني آدم لا من آدم، والمراد أنه أخرج من ظهورهم ذرية أكمل عقولهم فأخذ الميثاق عليهم وأشهدهم على أنفسهم بما أودعه عقلهم.
[مسألة]
Halaman 153